هناك كيانات وأسماء تاريخية تظل مرسومة على جدار الزمن لتبقى خالدة في ذاكرة التاريخ والأجيال كنموذج متفرد في مجاله. وأعتقد أن نادي الهلال هو من الأسماء التي سيكتب لها الخلود في ذاكرة الناس والزمن فهو منذ بزوغ نجمه في أوائل الثمانينيات الهجرية من القرن الماضي وهو يثب كالحصان في مضماره لا يتوقف ولا يتعثر وربما تأخر قليلا وهذه من طبيعة الخيول الأصيلة فقد يكون السابق أو اللاحق ولكنه لم يسقط أبدا. الهلال منذ بزوغه وهو يعلن عن أسماء عملاقة كمبارك عبدالكريم وسلطان بن مناحي وعبدالله الرزقان وكريم المسفر مرورا بالعشرات من النجوم كابن عمر وابن نصيب وناجي عبدالمطلوب وسمير سلطان ثم الموهبة الفذة العبقري يوسف الثنيان والاسطورة سامي الجابر إلى محمد الشلهوب وياسر القحطاني ونواف العابد ومحمد البريك والكثيرين ممن ابدعوا في ساحات الهلال وميادينه، لذا فهو فريق استثنائي وهذا ليس تقليلا من شأن الفرق الأخرى ولكنه الواقع الذي تثبته الحقائق والأرقام وليست الادعاءات والطنطنات الإعلامية والزبد الذي يذهب جفاء. ولا شك أن عاملا مهما إن لم أقل الأهم وهو أن الهلال يملك قاعدة جماهيرية عريضة تزداد وتنتشر كما تنتشر الأزاهير والنباتات في الحقول الخصبة هذه الجماهير هي التي تبث روح الحماسة في نفوس اللاعبين فتجعلهم أكثر إحساسا بالمهمة وتقديرا لجسامتها، صحيح أن هذه الجماهير تغضب وتخرج عن طورها عند الإخفاق، لأنها جماهير فوز وانتصار فيكون الإخفاق موجعا ومؤلما كون فريقها لم يتعود على الجلد والتمريغ. وفوق ذلك فقد وفق الهلال عبر تاريخه في قيادات وإدارات رائعة منذ مؤسسه عبدالرحمن بن سعيد إلى كثير من الإدارات المتميزة ومن بينها إدارة الأمير نواف بن سعد الذي تسلم إدارة النادي في ظروف ربما نقول إنها صعبة ولكن حنكة الرجل وحكمته وصبره وابداعه الإداري أعاد لهذا الكيان الكبير هيبته ومكانته التاريخية. وهكذا استطاع الهلال أن يضيء مواسم هذا العام سواء ببطولة الدوري أو بزعامة مجموعته الآسيوية ثم اكتملت اضاءته في سماء جدة عندما تسلم كأس أغلى البطولات من يد أغلى الملوك سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله وأدام عزه. الهلال حضور دائم في ميادين البطولات