مع بدء تسنم الأمير خالد الفيصل أميراً لها، ومن يقرأ ويتتبع مسيرة منطقة مكةالمكرمة منذ 16 مايو 2007م الزاهية، يجد "عقداً" من العطاء والسخاء والولاء، وشمس "الفيصل" ساطعة نحو ترجمة أهداف إستراتيجيته الرامية لبناء إنسان المنطقة بالعديد من المبادرات التنموية مثل كراسي خالد الفيصل العلمية.. بناء الإنسان، تأصيل نهج الاعتدال، احترام النظام، إضافة إلى المجالس الأسبوعية وبرامج شباب منطقة مكةالمكرمة، وسوق عكاظ، وجائزة مكة للتميز، وجمعية مراكز الأحياء، ولجنة إصلاح ذات البين، ومشروع اكتفاء وليس آخراً "كيف نكون قدوة؟". وللمتابع يجد أن مشروع "كيف نكون قدوة؟" هذا العام، يثبت تحقيقه الهدف الثاني من أهداف الرؤية التنموية للمنطقة "بناءُ الإنسان وتنميةُ المكان"؛ ارتقاءً بتنمية الإنسان السعودي المؤمن القوي، القادر علي الرقي بوطنه وحضارة بلاده، بجهود تنموية تكامليّة لمنطقة مكةالمكرمة ثقافياً وفكرياً وتوعوياً واتصالياً وتنسيقياً مع إشراك مباشر للمجتمع المدني في تحليل المشكلات واقتراح مبادرات روحها يصب في توحيد رسائل موجهة لإنسان المنطقة، لبناء أنموذج القدوة. وفي نفس المنعطف ومن منطلق تخصصيّ تربوي، يهمني القدوة واتجاهات التربية الأخلاقية في المدارس؛ فكثيرٌ من التربويين والمختصين يرون أن "القدوة" ركنٌ وعمود محوريّ في التربية الأخلاقية، ومنها صنف كثيرٌ من خبراء التربية والباحثين والمختصين أربعة اتجاهات تتعلق بالتربية الأخلاقية وغرس القدوة، وهي "الاتجاه التلقيني" و"الاتجاه المعرفي" و"الاتجاه التوضيحي" ويأتي "الاتجاه التطبيقي" الأهم بينها لجمعه بين الاتجاهات الثلاثة السابقة بين التلقين وصولاً للمعرفة ثم للتطبيق بعد إدراك المعنى، ثم استخدام معلوماته كحالات ملموسة تطبيقية. وهذا الاتجاه ما نأمل أن نلمسه من وزارة التعليم للوصول إليه بما يتواكب مع توجيهات ومبادرة "إنسان المكان" خالد الفيصل لدعم العملية التعليمية بمشروع "كيف نكون قدوة؟"، وألاّ يكون محدوداً بعام واحد فقط أو بمدة زمنية؛ بل يجب إسقاطه وتضمينه المناهج والمقررات الدراسية بالتعاون والتنسيق مع باقي المؤسسات ذات الصلة، بتعزيز القيم والثوابت الوطنية من خلال القدوة. وبقي في آخر منعطف في "القدوة"، أن ممّن عملوا خلف المشروع كانوا بحق "قدوةً" في الإخلاص والتنفيذ والإشراف، وقفوا باحترافية الأوطان خلف توجيهات واستشراف "أمير الفكر"؛ فوجب شكرهم بدءاً من مهندس الإدارة وأنيقها معالي مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة الدكتور سعد بن محمد مارق، وفريقه الاستثنائي المكون من المشرف على البرامج والفعاليات بإمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور الحسن آل مناخرة وجميع نجوم إمارة مكةالمكرمة الذين لامسنا منهم فريق عمل احترافيا واحدا، وثقافة تنظيمية زاهرة راسمة وميض عطر "الفيصل" الذي صافحونا به بحميميّة لا تطمس أو تذوب؛ لنستلّ منها بهجةَ فخر النجاحات التي لا تنتهي.