مهما يحقق النادي من بطولات أو ينجب من نجوم، تبقى الجماهيرية المعيار الأول لوزنه وقيمته، جمهور النادي هم الأصول التي لا تقدر بثمن، بل لا يمكن أن تشترى، فقد تتعاقد مع لاعب أو مدرب تحقق بهم البطولات لكنك لا يمكن أن تشتري الشعبية، بل إن عليك أن تبقى بطلا لعشرات الأعوام كي تبني أجيالا في مدرج ناديك. بعد أن جمع الهلال الدوري والكأس جير رئيس النادي ما يتحقق لجمهور فريقه على الرغم من أن حضورهم في مباريات الحسم الأخيرة لم يصل إلى تطلعات فريق بينه وبين بطولة الدوري خطوات، أراد رئيس الهلال أن يبلغ الرسالة بأن الجمهور هو رأس المال، وفي المقابل، تساءل رئيس المنافس التقليدي النصر قائلا: كيف يطالبني بالاستقالة من لم يقدم عشرة ريالات؟ كما ردد تصريحات أخرى في مرات سابقة فيها تحد بعدم الاستقالة. الغريب أن كثيرا من جماهير الأندية الكبيرة لا يدركون أنهم الداعمون الحقيقيون لأنديتهم، فبسبب الجماهيرية، قدم الرعاة مئات الملايين للأندية الكبار الأربعة طوال الأعوام الماضية، لذا كان ينبغي أن يكونوا صناع القرار، ولا يقبلون أي منة من رئيس أتى وأخذ من الشهرة ما لا يحلم به ودفع شيئا لا يوازي ما حققته الجماهير من دعم، بل إن بعض الرؤساء ورط ناديه في أزمة ديون ليس لها حل وأضاع كل مداخيل النادي. لا أبالغ إذا قلت إنه لو تمت مراجعة حسابات الأندية الجماهيرية من قبل مكتب مختص بالمراجعة سيجد أن مداخيل هذه الأندية من الرعايات تشكل الجزء الأكبر من سد المصاريف ثم يأتي بعدها الديون ثم التبرعات، وهذا كله يعود فيه الفضل للمدرج، لكن أعطوني ناديا واحدا يقدم ميزانية مدققة لا تشوبها شوائب؟ أو اعطوني ناديا شكل لجنة مالية للمتابعة مع المحاسب القانوني، إذ يظل هذا الغموض علامة استفهام كبيرة لا يعرف إجاباتها سوى العارفين ببواطن الأمور والحصيفين من المتابعين. عزيزي المشجع: انت الرقم الصعب في دعم ناديك ماديا ومعنويا، لا تقلل من دورك حينما تشكر مسؤولا أو تطالب ببقائه، الشكر يوجه لله أولا ثم لك، أنت من يصنع الفارق بين ناد كبير وآخر صغير، من دونك لا يمكن أن يكون النادي شيئا في عالم الكبار .. فهل تدرك مدى قوتك وقيمتك؟