يحتاج جسم الإنسان إلى العديد من العناصر التي تساعده على أداء وظائفه الحيوية المختلفة، ومقاومة العدوى، ولتساهم هذه العناصر في بناء الجسم والمحافظة على صحته، وتوفر الحمية الصحية المتوازنة احتياج الجسم اليومي، وينصح بأن يكون الغذاء هو المصدر الأساسي لها. ولكن بعض الأحيان قد يتعذر الحصول عليها من الغذاء، لذلك يتواجد هناك ما يعرف بالفيتامينات والمكملات الغذائية المختلفة، أولها، المعادن: وهي عناصر غير عضوية يحتاجها الجسم لأداء العديد من الوظائف، نقص هذه المعادن قد يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل: هشاشة العظام، فقر الدم، زيادة أو نقص نشاط الغدة الدرقية وغيرها. من أشهر المعادن البوتاسيوم والصوديوم واللذين يساهمان في عملية توازن السوائل في الجسم وانقباض العضلات، بينما يعتبر الكالسيوم والفوسفات من العناصر المهمة في بناء العظام والأسنان وموازنة ضغط الدم، ويساهم الفوسفات في المحافظة على التوازن الحمضي القاعدي في جسم الإنسان، وهذه العناصر يحتاجها الجسم بكميات كبيرة ولذلك تسمى بالمعادن الرئيسية، وهناك معادن يحتاجها الجسم بكميات أقل مثل الحديد والزنك. أما ثانيها فهو: الفيتامينات، وتنقسم الفيتامينات إلى نوعين، النوع الأول هو الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون: وهي (A,K,E,D) وتخزن في الجزء الدهني من الجسم، وسوف نتحدث عن نوعين منها هي فيتامين (D، K). فيتامين (د) (D) يساعد في عملية توازن الفوسفات والكالسيوم في الجسم وبالتالي فهو مهم لبناء العظام، حيث يؤدي نقص فيتامين (د) إلى بعض التشوهات مثل الكساح في الأطفال وآلام العظام لدى البالغين، وتعتبر الشمس هي المصدر الطبيعي لفيتامين (د)، ويختلف احتياج الجسم اليومي لفيتامين (د) للشخص حسب عدة عوامل منها العمر، الجنس (ذكر أو أنثى) والأدوية المستخدمة، حيث ينصح بنسبة تتراوح ما بين 400 إلى 800 وحدة، ومن أهم المصادر الغذائية لفيتامين (د) هي الأسماك مثل السلمون والسردين، اللحوم الحمراء، الكبد وصفار البيض. بينما فيتامين (k) والذي هو مهم لانتظام عملية التخثر في الجسم، ويختلف عن باقي الفيتامينات في أنه لا يصرف كمكمّل غذائي، حيث يستخدم كمضاد سمي عند الإفراط في جرعة دواء مميع الدم الوارفارين، أما النوع الثاني وهو الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، وهي أقل قابلية للتخزين في الجسم من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ومنها (C,B9,B12)، فإن فيتامين (C) يتواجد في الفواكه وخصوصا الفواكه الحمضية مثل البرتقال، ومن الاستخدامات الشائعة لفيتامين (C)هو استخدامه للتخفيف من أعراض البرد، وما زال يعتبر استخدامه قابلاً للجدل، حيث لم تثبت الدراسات فعالية فيتامين (C) في التقليل من أعراض البرد ولكن لوحظ مساهمته في التقليل من فترة المرض قليلا، أما فيتامين B9 (حمض الفوليك): والذي يعتبر مهماً في تكوين خلايا الدم الحمراء وتطور الجنين خلال الحمل، حيث تنصح الحامل بتناول حمض الفوليك خلال فترة الحمل لتجنب حدوث تشوهات الجنين لا سمح الله، والآخر هو فيتامين B12 الذي يتواجد في اللحوم، منتجات الألبان والأسماك، حيث يدخل في تصنيع الحمض النووي (DNA) في جسم الإنسان، ونقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى أنيميا وأعراض فرط التعرق وهي قابلة للعلاج بتناول الفيتامين على يد مختص بعد القيام بالتحاليل اللازمة. قد يصف الطبيب نوع واحد من الفيتامينات مثل (D أو C) وقد يصف مجموعة من الفيتامينات كمكمل غذائي يومي، ويختلف النوع حسب العمر والجنس والحالة الصحية، حيث تختلف نسب بعض الفيتامينات المكونة لها في النسبة، فنجد أن فيتامينات الحمل تتناول نسبة أعلى من حمض الفوليك (B9) والذي يساهم تناوله في منع حدوث الصلب المشقوق (spina bifida) التي قد تصيب الأطفال من الأمهات اللواتي لم يتلقين القدر الكافي من حمض الفوليك، بينما نجد أن الفيتامينات التي تساهم في التحسين من خصوبة الرجل تحتوي على نسب من الكارنيتين، الزينك والسيلينيوم، وتجدر الإشارة إلى أن أي نوع من الفيتامينات يجب أن لا توصف إلا من قبل مختص مع متابعة الحالة للوصول للفائدة المثلى. ويحتوي الغذاء على العديد من العناصر، المتنوعة من الفيتامينات والمعادن، وينصح بأن يكون الغذاء الصحي المتوازن هو المصدر الأساسي للفيتامينات، على خلاف المكملات الغذائية التي تحتوي على نوع واحد فقط، فمثلا تناول كأس من الحليب يمد الجسم بالكالسيوم، الفوسفات، فيتامين (د) وغيرها من الفوائد، بينما يحتوي المكمل الغذائي على عنصر الكالسيوم فقط، أيضا تناول برتقالة يمد الجسم بفيتامين سي (C) بالإضافة إلى البيتا كاروتين وغيرها، وهذا الذي لا يوفره المكمل الغذائي . قد يصف المختص المكملات الغذائية لعدة أسباب، فمثلاً: كبار السن، لقلة امتصاص الفيتنامينات من الغذاء مع التقدم في العمر، كذلك الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز الهضمي، حيث يقل الامتصاص لدى هذه الفئة وأيضا تناول بعض أدوية الجهاز الهضمي مثل مضادات الحموضة قد تسبب في نقص بعض الفيتامينات من الجسم، وأيضاً المدخنين، حيث لوحظ انخفاض نسبة فيتامين (C , E) وغيرها، وتجدر الإشارة أن الحل الأمثل هو التوقف عن التدخين، ليس فقط لتجنب نقص الفيتامينات بل لتجنب مخاطره الأكبر مثل السرطان وأمراض القلب والشرايين، كذلك قد توصف المكملات الغذائية للحوامل: حيث ينصح بتناول الفيتامينات والمعادن مثل حمض الفوليك والحديد التي تساهم في تطور الجنين بشكل صحي وسليم. أخيراً، ننصح بعدم تناول المكملات الغذائية إلا بعد استشارة المختص وعمل التحاليل اللازمة لتجنب الأضرار وتحقيق الفائدة المرجوة من تناولها. *قطاع الرعاية الصيدلية