في لعبة البلوت تسقط الألقاب والوظيفة والنياشين. لا تسمع معالي ولا سعادة ولا دكتور ولا شيخ. = إنزل يابو سعد.. عندك يابو ناصر. لا أعرف لماذا تسقط الألقاب وتزول الكلفة في لعبة البلوت. ويصرّ بعض المحررون الأدبيون في صحافتنا – إلا ما ندر – على التمسّك ب... "شعر معالي الدكتور فلان. أو: صدر ديوان لسعادة الدكتور. أو: من كلمات معالي (..). لوكنتُ عريف ندوة أدبية أو فنية لقدمتُ خالد الفيصل باسم الشاعر خالد الفيصل. أو الفنان، وأترك الاسم الوظيفي ليستعمله آخرون عند افتتاح مشروع تنموي أو عمل خيري، أو سؤال يتعلق بوظيفته كموظف عام. أعتقد أن الشاعر يحبّ ذلك أيضاً بدليل أن خالد سمى نفسه "دايم السيف". وثبت هذا في ذهن القراء. قال الشاعر بشارة الخوري، الأخطل الصغير مخاطبا المتنبي: - طلبتَ بالشعر دون الشعر مرتبةً. فشاء ربّك أن لا تُدرك الطلبا. إيهِ أخ الوفرة السوداء كم مَلكٍ أعاظك التاج منها لو بها اعتصبا. أهل الكلمة والفن والعطاء الأدبي يرون في لقب الشاعر وساماً لا يُعادله وظيفة ولا مركز عمل فهم في ذاتهم وذهنهم بلغو المكان المُرَجّى سمعة وشهرة وذيوعااً وانتشاراً. في ندوة علمية مثلا من حق المتحدّث أن يتمتع بلقبه الأكاديمي ووظيفته وكل تقدير أو جائزة حصل عليها ، ولابد أن يظهر باسم الدكتور فلان، رئيس قسم العلوم في جامعة كذا (مثلا). نعم من حقه هذا وفوقه أكث. لكن أن تأتي شركة إنشاءات معمارية وتضع لافتتة دعائية عل منزل تحت الإنشاء وتكتب :تشييد فلة سكنية .. لسعادة الدكتور (...) ، فهذا هو النشاز بل قلة الذوق. واعتقد أن سحر الكلمة وبريقها، خصوصاً الشعر المقفى صارت له جاذبية تصل إلى حد الولع. كلمة الشاعر النابعة عن وطنية وغيرة وإخلاص هي أبلغ وأسمى من الألقاب .