عشرة أيام فقط تفصلنا عن بدء السباق السنوي للدراما السعودية، والمرتبط حصراً بشهر رمضان المبارك، وسط انكماش إنتاجي شديد تناقص بسببه عدد الأعمال المحلية من 17 عملاً في سنة من السنوات إلى أربعة أعمال فقط، اثنان منها لنجوم مخضرمين، واثنان لنجومٍ شباب. وهي: مسلسل "سيلفي" للفنان ناصر القصبي والذي سيبث على قناة MBC، ومسلسل "سناب شاف" للمخرج عبدالخالق الغانم لصالح التلفزيون السعودي، ومسلسل "المدينة الفاصلة" للفنان مشعل المطيري ومسلسل "شباب البومب" للفنان فيصل العيسى، واللذان سيعرضان على شاشة روتانا خليجية. بالإضافة إلى مسلسلين شبابيين أنتجتهما MBC ولم يحسم بعد عرضهما في شهر رمضان، وهما Cut للمخرج أسامة الخريجي، و"حب بلا حدود" للمخرج مجتبى سعيد. عدد قليل لا يوازي أحلام الفنانين السعوديين الذين كانوا قبل نحو عشر سنوات نجوماً مطلوبين في كثير من القنوات العربية، وخاصة الخليجية، وكانوا يعتقدون أنهم بصدد تأسيس صناعة دراما محلية تصدّر إنتاجها للخارج، لكنهم فشلوا في المحافظة على هذا الاهتمام، وتسببوا بهشاشة أعمالهم ورداءة إنتاجهم في هرب القنوات العربية من المسلسل السعودي، ولم يعد أمامهم سوى ثلاثة قنوات هي التي مازالت تحرص على الدراما المحلية من منطلق وطني لا أكثر، وهي قناة روتانا خليجية وMBC إلى جانب التلفزيون السعودي. الفنان ناصر القصبي من القلة التي تمكنت من الحفاظ على حضورها وقيمتها في الفضاء الخليجي، رغم تقلبات المشهد الدرامي، وذلك بفضل سلسلته الجديدة "سيلفي" التي أنتج منها حتى الآن ثلاثة أجزاء، سيعرض أحدثها في رمضان المقبل. ومع أن السلسلة حصدت نجاحاً كبيراً في جزأيها الأولين، خاصة في الحلقات التي تناولت الإرهاب والتطرف، إلا أن الجزء الجديد يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في ندرة الأفكار التي يتصدى لها، فالعمل قدم على مدى خمسين حلقة سابقة كل ما يمكن طرحه من قضايا اجتماعية ويصعب عليه التقاط أفكار جديدة في مجتمع يعيش حياةً محدودة الأبعاد، لذلك يخشى عليه أن يقع في فلك التكرار وأن يخسر اهتمام جمهورٍ ملول غارقٍ حتى أذنيه في عوالم الإنترنت. في المقابل يأتي المخرج عبدالخالق الغانم بمسلسل "سناب شاف" الذي يحاكي فيه "طاش ما طاش" لكن بوعود أقل، عطفاً على ضعف أداء مسلسله السابق "شد بلد"، وإن كان من عامل قوة يستند عليه فهو وجود "الخبير" عبدالرحمن الزايد في إدارة الإنتاج بكل ما يتمتع به من تجربة في هذا المجال والتي توجها بإدارته لإنتاج المسلسل السعودي الأشهر "طاش ما طاش". أما الفنان مشعل المطيري فيأتي بمسلسل شبابي عنوانه "المدينة الفاصلة" يشارك فيه مع مجموعة من الفنانين الشباب الذين شاركوه النجاح في السنوات الماضية، خاصة في برنامج "كوميدو"، على رأسهم محمد القس ونواف المهنا ودريعان الدريعان. والمسلسل عبارة عن لوحات شبابية ساخرة، يبتعد فيها المطيري عن الأجواء الداكنة التي قدمها العام الماضي في مسلسله الممتاز "42 يوم" والذي قدم فيه تجربة درامية فريدة كنا نتمنى تكرارها هذا العام. مسلسل "شباب البومب" للفنان فيصل العيسى هو المسلسل الذي لا ينافس إلا نفسه، ليس لجودته أو لتميزه عن البقية، بل لأنه يستهدف جمهوراً خاصاً ينتمي لفئة عمرية صغيرة تبدأ من عمر خمس سنوات وتنتهي عند حدود المراهقة. المسلسل يأتي في رمضان المقبل بجزئه السادس ليقدم ذات الأجواء التي أحبها جمهوره الخاص، ومع أن معالجة الأفكار كانت هشة في مواسمه السابقة، وهو ما يتوقع أن يتكرر في الجزء الجديد أيضاً، إلا أن ذلك لا يبدو أنه مهم بالنسبة لمتابعيه الذين يبحثون في العمل عن قيمٍ معينة ليس من بينها القيمة الفنية. وبسبب هذه الخصوصية، والنجاح الذي لا يمكن تفسيره، تخطط قناة روتانا خليجية في شهر رمضان المقبل لتعزيز الاهتمام بهذه الفئة العمرية الصغيرة عبر تكثيف برامج الأطفال مثل "افتح يا سمسم" وبرنامج حواري يجري التحضير له مع الفنان فهد الحيان. إجمالاً لا يبدو أن الموسم الدرامي المقبل سيحفل بالجديد والمدهش على الصعيد الفني، والإبداعي، وستعتمد المسلسلات في نجاحها على الكاريزما الخاصة لنجومها، خاصة الفنان ناصر القصبي، ومشعل المطيري، ورفاقه الشباب. عبدالرحمن الزايد عبدالخالق الغانم مشعل المطيري في مسلسل «المدينة الفاصلة»