لما استيقظتْ من نومها وجدتْهُ بجانب سريرها يشرفُ على تجهيز وجبة إفطارها ثم يجلس أمامها بعد أن يقبلُ جبينها ويرتب شعرها يراقبها وهي تأكل ويشعر بالاستمتاع وهو ينتقي لها أشهى الأطباق وأطيبها. يتابع تجهيز زينتها ويذهب للخلف قليلاً يتأمل مظهرها ويتأكد من حسن هندامها واكتمال أناقتها فإذا لاحظ هنة بسيطة غضب على فريق الإعداد لأنه لا يقبل بالهنات لمحبوبته حتى لو صغرت. يحرص دائماً على أن تكون أطباق الحلوى وسلال الأغذية وأرغفة البر التي تخرج باسم سيدته للمريدين والراغبين نقية لذيذة ساخنة ليس بها عيوب، ولو تعرضت عزيزته لأي تحرش مهما صغر شأنه لامتشق قلمه وقاتلَ قتال الفرسان ولم يعد سيفه لغمده إلا بعد أن يتأكد أنه أعاد لها كرامتها. كانت بالنسبة له حبيبته الأثيرة التي يغار عليها ويريد أن تكون مثالية في جمالها وأناقتها وأدائها يقبل جبينها في الصباح والمساء ولا ينام كل يوم إلا بعد أن يتأكد من أنها قدمتْ نفسها كأحسن ما يكون التقديم وحينذاك ينام وهو يفكر فيما سيعمل من أجلها في الغد.. كان كريماً معها وكانت هي أكرم الأكرمين معه ومع إخوته وأهلها وذويها وأحبابها. من الطبيعي لهذا أن يكون أخونا وصديقنا تركي السديري -رحمه الله- بالنسبة لعزيزتنا صحيفة "الرياض" مثل ذلك الأخ المحب الفارس لأخته الخنساء الوفية وأظنها أي الخنساء الصحيفة الآن تنشدُ تلك الأبيات المعروفة حزناً على فقدها حبيبها وأخاها تركي -رحمه الله-. لاشك أن لعزيزتنا "الرياض" عشرات الإخوة وملايين المحبين والأصدقاء ولها ابنها البار فهد العبدالكريم الذي سيكون محباً لها وعزيزاً عليها هو الآخر وأظنه سيبذل جهوداً مضاعفة هو وإخوته ربما أكثر لتعويضها في تلك الظروف الصعبة التي تمر بها الصحافة الآن، ولذلك ستحبهم كثيراً.. لكنَّ فقدَ "الرياض" مع هذا لفارسها تركي مثل فقد الخنساء لأخيها صخر ولذلك أقدم عزائي الحار لسيدتي الكريمة خنساء اليمامة.