منذ أكثر من 37 عاماً أي قبل مايقارب الأربعة عقود.. آمن الإنسان والصحفي ملك الصحافة الراحل "تركي السديري" يرحمه الله، بقدرات المرأة وإمكاناتها، آمن بأنها عنصر تكامل في العمل الصحفي، وأيقونة كمال للنظر في قضايا المجتمع بنظرة الحياد، وبعينين لا عين واحدة. هذا الإيمان جعله بعد سبعة أعوام من توليه رئاسة تحرير صحيفة الرياض، يخطو خطوة في مجمل خطواته التنويرية، ليكسب شرف دعم المرأة الإعلامية من خلال افتتاحه لقسم نسائي في جريدة الرياض عام 1401 - 1980، ويعتبر أول قسم تحرير نسائي على مستوى الصحافة السعودية. وفي تلك الخطوة سجلت جريدة الرياض السبق في تقديم المرأة السعودية كصحفية وكاتبة ومديرة تحرير ورئيسة للقسم النسائي، القسم الذي يضم أكبر تجمع صحفي للكوادر النسائية الصحفية على رأس العمل في المملكة العربية السعودية. الإنسان والصحفي تركي السديري لم يكتف بافتتاح قسم نسائي بل خطى أول خطوة جريئة في تاريخ الصحافية السعودية وعين أول مدير تحرير ليسجل له التاريخ تلك الخطوة التي تدين له بها جميع الإعلاميات، وعلى رأسهن د. خيرية السقاف التي تقلدت منصب أول مدير تحرير نسائي غير متفرغ في جريدة محلية وعلى مستوى المملكة العربية السعودية، وتم كتابة اسمها ومنصبها على ترويسة الجريدة الرسمية إلى جانب زملائها من مديري التحرير ولأول مرة يكتب فيها اسم امرأة على زاوية صحفية. وبعد تسعة أعوام جاء اختار الراحل د. هيا المنيع رئيسة للقسم النسائي في عام 1410- 1990، وبعدها انتقل القسم النسائي للعمل في المبنى الجديد التابع لمؤسسة اليمامة الصحفية في حي الصحافة عام 1414 هجري 1993 ميلادي، وتم افتتاح القسم النسائي من خلال حفل نسائي كبير أقيم بهذه المناسبة على شرف حرم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ذاك الوقت، الأميرة سلطانة السديري -رحمها الله- وعدد من المسؤولات في مختلف الجهات وسيدات المجتمع. وخلال أربعة عقود ماضية، استقطب القسم النسائي بدعم الراحل العديد من الأقلام المتميزة من الكاتبات والمحررات الصحفيات السعوديات اللاتي برزت أسماؤهن في مجال العمل الصحفي النسائي من خلال كتاباتهن في جريدة الرياض. وفي خطوة غير مسبوقة، بدأ التعيين التحريري النسائي في جريدة الرياض عام 1419- 1999، لمحررات صحفيات وكاتبات بمهام ومسؤوليات كاملة وبذات المزايا التي يحصل عليها الزميل الصحفي، التي وثقت حقوق الصحفيات بعقود عمل تضمن حقوق كلا الطرفين وحظيت المحررة الصحفية بنفس امتيازات زملائها المحررين الرجال من حيث مستوى الراتب والتأمين الطبي، بدل السكن، والمواصلات، والمكافئة السنوية، والتقاعد. وفي عام في عام 1423 - 2003 تم تثبيت محررات صحفيات في مكاتب جدة، الدمام، أبها، تبوك. وبعد عقدين من الزمان رأست فيها د. هيا المنيع القسم النسائي لتكون بذلك أطول فترة ترأس فيها المرأة منظومة نسائية صحفية، تعينت الزميلة نورة الحويتي بعد إعتذار د. هيا المنيع عن إدارة القسم. أصبحت الزميلة نورة الحويتي في عام 2010 ثاني مديرة تحرير ترأس القسم النسائي، ويكتب اسمها ومنصبها على ترويسة الجريدة الرسمية إلى جانب زملائها من مديري التحرير، وبكامل الصلاحيات، وفي عام 2012 تم تكليف الزميلة نوال الراشد برئاسة القسم النسائي بالجريدة، قبل أن تتولى مهام إدارة القسم الزميلة أسمهان الغامدي. كما تم افتتاح قسم "إنفوغرافيك" بكوادر نسائية في القسم، تعمل فيها كفاءات سعودية تم فيها تعيين الزميلة حنين الرويس والزميلة لمياء البخيت، كمصممات لكافة الأقسام، إلى جانب تعيين الزميلة منيرة السلوم كمصورة صحفية في خطوة هي الأولى في تاريخ الصحافة النسائية. وأعطى الراحل "تركي السديري" القسم النسائي استقلالية مطلقة تتناسب وطبيعة المجتمع، بكادر إداري، إذ عين الزميلة إيناس الحميدين كسكرتير تحرير والزميلة سارة الجاسر سكرتير إداري، إلى جانب تأسيس قسم للأرشيف ترأسه الزميلة زهور نزال والزميلة فاطمة طاهر. ودعم الراحل القسم النسائي ليمارس كافة مهامه وعمله الصحفي بصفة يومية وعلى مدار العام من خلال متابعة سريعة على كل ما يستجد في المملكة من أخبار ومناسبات وفعاليات محلية ووطنية ودولية.