أجزم أن اسم الأمير نواف بن سعد سيكون من الأسماء التاريخية في سجل الهلال، لأنه تولى رئاسة النادي في ظروف حرجة وصعبة ومعقدة والفريق كان مفككاً والحالة النفسية للاعبين هابطة والطموح ضئيلاً وجمهور الهلال محبط بسبب خمس سنوات عجاف على مستوى خلوها من بطولة الدوري التي تعودت الجماهير عليها، ففريقها فريق بطولات وليس دعايات وحكايات مفتعلة لصرف الأنظار. كثرت المحاولات لإنعاش الفريق وعودته بطلاً وزعيماً للبطولات فكثر المدربون واللاعبون الأجانب ولكن ظلت الروح باهتة ولم يظهر الهلال الفارس المغوار وصاحب الشخصية الأسطورية المخيفة وإنما ظهر مهزوزاً حتى أمام الفرق الضعيفة التي لا تاريخ لها، وهنا أصاب القلق عشاق الأزرق وكثرت الأسئلة حول مستقبل الفريق حتى تولى الأمير نواف قيادته وتحمل الكثير من المعاناة والمشقة فهو أمام جمهور لا يرحم ومتعطش للبطولة التي افتقدها، ولكن الأمير تحمل المسؤولية بشجاعة وصلابة وطموح وكان يؤمن بالفعل والعمل لا بالقول ومن ثم رأيناه يلتزم الصمت كثيراً مع عمل دؤوب لا يكل ولا يمل واستطاع أن يلم شمل النادي المبعثر وإيجاد الانسجام الرائع بين اللاعبين، واستقدام مدرب متمكن واثق من نفسه أتقن عمله ورتب الفريق فنياً وأعطى هيبة وفرض التزاماً واحتراماً للسلوك التدريبي بحزم لا يقبل المجاملة أو المحسوبية مع الانسجام التام مع الإدارة التي لم تتدخل أو تقحم نفسها في عمله، لذا ظهر التماسك والتلاحم بين اللاعبين وظهرت روح الهلال الغائبة ورأينا الإبداع الميداني والنجاح بعد النجاح فحقق بطولة الدوري وظهر في بطولة آسيا. فريق عملاق يكتسح الفرق الأخرى بجسارة وثقة وعنفوان. ولم يعد الأمير نواف للهلال شخصيته وهيبته بل استطاع أن يجذب آلاف المشجعين ليس في المملكة وإنما خارجها من دول الخليج والعالم العربي حتى أصبح الهلال الفريق الأهم والأشهر في قارة آسيا، وهكذا حقق الأمير بعد عون الله ما لا يحققه الآخرون صمت من دون بهرجة وجعجعة إعلامية فارغة وأعتقد أنه من حقه على كل مشجع هلالي أن يقول: (شكراً والف شكر لك يا نواف أيها الرئيس المحنك والرائع الناجح). فهد محمد الناصر