على الرغم من تقليص فترة إقامتها إلى أسبوعين، ومضاعفة مكافآتها إلى خمسة ملايين دولار، وعلى الرغم من حرص الاتحاد العربي لكرة القدم على إعادة الحياة للبطولة بعد مرور أربع سنوات على دفنها، وحرص الشركة الراعية للبطولة على تأمين كافة أسباب النجاح الجماهيري والمالي للبطولة عبر إقناع عدد من الأندية الجماهيرية الكبيرة التي ترعاها الشركة نفسها في المشاركة بهذه البطولة، ورغم أن مراسم قرعة البطولة ستقام يوم الجمعة المقبل بحضور شخصيات رياضية بارزة، إلا أن البطولة لا تزال على كف عفريت، ومحل جدل جماهيري وإعلامي حول جدوى إعادتها للحياة بعد أن ماتت وشبعت موتا!. البطولة على الرغم من كل محاولات المتحمسين لإعادتها وإعطائها زخمًا إعلاميًا ستظل بطولة ودية تنشيطية سياحية بل وتجارية، وليست بطولة رسمية معتمدة من "الفيفا"، الذي قد يجامل في الموافقة على حضور رئيسه لقرعتها أو افتتاحها أو اختتامها كما يفعل مع البطولات الخليجية، لكنه لايزال يرفض بشدة احتسابها كبطولة رسمية ضمن "روزنامة" بطولاته، مبررًا ذلك بأنها بطولة تقوم على روابط قومية لا جغرافية، وهو المبدأ الذي يرفضه الفيفا بشدة!. هذا الرفض ساهم كثيرًا في إضعاف البطولة، وهو السبب الأول في عدم منحها الهيبة والاحترام الكافيين لاستمرارها كبطولة قوية ومتابعة، بعد أن كانت قبل عقدين أو ثلاثة عقود إحدى أهم البطولات التي تحرص الأندية العربية على المشاركة فيها والمنافسة عليها، ويحرص الجمهور العربي على متابعتها!. قبل أيام من قرعة البطولة أعلن العين الإماراتي بكل بساطة انسحابه منها بسبب رغبة مدربه، ولم يكن له أن يفعل ذلك مع بطولة رسمية محترمة مثل دوري أبطال آسيا، لأنه كان سيعرض نفسه لعقوبات وغرامات قاسية، واليوم يطالب حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي المصري إدارة ناديه بالانسحاب من البطولة لتعارضها مع مشاركة الفريق في البطولة الأفريقية، بينما ترغب الإدارة بالمشاركة طمعًا في جوائزها المالية، فيما اصطف الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب المنتخب المصري مع البدري عبر مطالبة اتحاد الكرة بمنع الأهلي والزمالك من المشاركة في البطولة خوفًا من إرهاق اللاعبين الدوليين قبل مواجهة أوغندا في 27 أغسطس المقبل، في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، وأعطى كوبر خيارًا بديلًا لا أستبعد أن يأخذ به المصريون، وهو المشاركة بالبدلاء وإبعاد الدوليين عن البطولة العربية!. انسحابات قبل القرعة بأيام دون أي عقوبات، وقد نشهد انسحابات قبل البطولة بأيام، أو ربما أثناء البطولة كما فعل الأهلي المصري ذات يوم، تحفظ إعلامي وجماهيري عربي على جدوى إعادة الحياة للبطولة، ومطالبات جماهيرية بعدم المشاركة خوفًا من تعرض اللاعبين للإرهاق بعد موسمٍ طويل وقبيل موسمٍ طويل، وخوفًا من أجواء البطولة المشحونة ومشاكلها المعهودة، وسط كل هذا يراهن الاتحاد العربي والشركة الراعية على نجاح البطولة، فهل يكفي حماسهم الكبير ومكافآتهم المالية الضخمة لصناعة المعجزة، أم تولد البطولة ميتة وتعود إلى ثلاجة الموتى كما يتوقع الكثيرون؟!.