عندما يعجز جهازك الإلكتروني (لابتوب، جوال، إلخ..) عن العمل بكفاءة ويدخل في دوامة من البطء أو التشويش؛ فإن الحل الأمثل هو إعادة تشغيل الجهاز. وسبب نجاح هذه الطريقة في حل الكثير من المشكلات هو أن تلك الأجهزة قائمة على برامج كثيرة، وبعض تلك البرامج قد تواجه عقبات لسبب أو لآخر فتتكون فيها عقد لا يعرف الجهاز كيف يحلها. تتراكم المشكلة وتزداد سوءا، فيتأثر أداء الجهاز، وقد يتوقف عن العمل تماما. وإعادة تشغيل الجهاز "تكنس" كل تلك المشكلات، لتبدأ صفحة جديدة في عمل تلك البرامج والأجهزة. عقل الإنسان -أو دماغه- هو الآخر يعمل كالآلة. من البدهي أن عقولنا لا تتحمل التركيز لفترات طويلة وبكامل طاقتها، فإجهاد العقل بالعمل والتفكير والتركيز يُضعفه ويجعله كالآلة التي تحتاج إلى إعادة تشغيل. أحيانا نهرب من بعض أعمالنا لنستسلم للكثير من المشتتات غير الصحية حولنا، وهي التي قد تفاقم المشكلة وتوهن قدرتنا على التركيز وأداء أعمالنا بكفاءة. الحل الصحيح لاستعادة قدرة الدماغ على التركيز هو "إعادة تشغيله!". لذلك يفترض الكثير من الباحثين أن النوم هو الآلية التي تقوم بتلك المهمة. وهناك طرق أخرى للقيام بهذه العملية ومنها -كما يخبرنا الباحثون-: التأمل في الطبيعة الخضراء والمشي وسط تلك الخضرة! قد يقول قائل: عن أي خضرة تتحدث فنحن بلد صحراوي بالعموم! والحقيقة أن بعض الدراسات وجدت أن مجرد التأمل في "صور" الطبيعة الخضراء له تأثير مشابه في العقل، حيث يتهيأ بعد النظر إلى تلك الصور للتركيز مجددا في الأعمال أيا كانت. التأمل في الطبيعة الخضراء له تأثير ساحر في الإنسان وعقله ونفسيته. وكثير من الناس يرتحلون في بعض فصول السنة إلى مناطق بعيدة عن راحة منازلهم.. مناطق تكتسي فيها الصحراء اللون الأخضر لعدة أسابيع تسمح لمن يزورها بإعادة تشغيل عقله. وكثير من الناس يسافر إلى أقاصي الأرض لأماكن تعمها الخضرة. وهذه كلها ممارسات تساعد الدماغ. في الواقع، نحن بحاجة إلى هذه الأجواء الخضراء في بيوتنا وفي أعمالنا، فما أكثر مشكلات الحياة والعمل التي تؤدي لا محالة إلى تكون عُقد في عقولنا كتلك العقد التي تعطل أجهزتها الإلكترونية. وهذا ما تقوم به الكثير من الدول من توعية الناس بأهمية المشي والاستمتاع بالخضرة وبالحدائق، وأن تجعل البيئة الطبيعية الخضراء -ولو في بعض الأماكن- جزءا أساسا من التصميم العمراني. أخيرا، ومع اقتراب الإجازة.. ما أحوجنا لإعادة تشغيل عقولنا!