عزيزي الاتحاد السعودي لكرة القدم الكثير احتفلوا بانتخابك لقيادة اللعبة لأربعة أعوام مقبلة والبعض بالغ بوصفك عراب النقلة إلى التصحيح والتطوير والازدهار، ليس لميول الرئيس وانتماءات الأعضاء ولكن ظنا من الشارع الرياضي الباحث عن العدالة أنك تعلمت من دورس من سبقك وبالتالي ستخرج "الكرة الخضراء" من الفوضى وتراكم المشاكل ضد أنديتها في الداخل والخارج، ظن أن رئيسك والأعضاء عند وعودهم بالاعتماد على النظام فقط ولا سواه وأنك ستمد يد الشفافية واصدار القرارات الحازمة تجاه كل متجاوز، ولكن الأمل خاب والطموحات تحولت إلى سراب منذ الاختبار الأول والصدمة كانت كبيرة وأصبح الوضع كما هو لم يتغير، تسويف في القرارات تجاه أول قضية تواجهك وتأجيل في نتائج الاجتماعات وهروب من ردة الفعل وخوف من صوت الأندية وتهديدات مسؤوليها و"كأنك يابو زيد ما غزيت". في قضية محمد العويس وعوض خميس لم يعد الأمر مرتبطاً بتعقيدات الكيمياء والفيزياء والطاقة الذرية وصعوبة فهمها، ولكنه مرتبط بوضع لاعب ومطالبات أندية وادعاءات بتجاوز النظام، وهنا لا حل الا في تطبيق هذا النظام والبعد عن "حب الخشوم" وسياسة "كلن يصلح سيارته"، بقراركم الهش في قضية العويس اثبتم انكم تلبسون ثوب الضعف وعباءة الخوف، والاتحاد المحترف الذي يتعامل وفق النظام لا يمكن أن يقدم على ما اقدمتم عليه الا ان اراد البقاء في الهوان والاستمرار في دائرة ترضية بعض الأطراف. في تطبيق القانون لا بد من معرفة أن هناك راضياً وآخر غاضباً وثالثاً متحفظاً، مع الأسف أنكم لم تلقوا للقانون قيمة وللنظام بالاً بل نحرتموه لأسباب مهما بررتم فهي تدينكم وتكشف ضعفكم وغياب المهنية والاحترافية لديكم، والا بماذا نفسر استمرار قضية العويس ومن بعدها عوض خميس لفترة طويلة ثم يصدر في الأولى قرار مضحك ولو حفظتم القضية في الأدراج لكان اسلم من قراركم الضعيف الذي يعبر عن فوضى لا مثيل لها. نصيحة لكم إن كان هذا يمثل نهجكم خلال المرحلة المقبلة اعلنوها من الآن، وقولوا (نحن لا نصدر القرارات الصعبة ولا نتعامل مع القضايا التي تحتاج رباطة جاش وفرض شخصية ومواجهة للتحديات) واريحوا انفسكم من الصداع الذي تعيشه الكرة السعودية من قبلكم وبكم الآن، انتم لا تهينون النظام ولا تضربون باللوائح عرض الحائط فقط انما تؤكدون أنكم ستكملون مسلسلات الفوضى والضياع، وحينها ستدخلون مع انفسكم والأندية وكل من له علاقة بالكرة السعودية نفق التجاذبات والمزيد من المشاكل، والضحية في نهاية الأمر هي رياضة بلد كانت تنتظر منكم أن تعالجوا قضاياها وتحلوا مشاكلها وترسوا بها إلى حيث شاطئ القرارات الصحيحة وإذا بكم اضعف مما يتصور الشارع الرياضي.