ما أقسى هذا الذي يمر بي ما أمر هذه الأيام ويالا علقمها لا شيء يذكر سوى أفكار تتكرر وخيبات تعبر وأناس يتساقطون ما أقسى أن يهدم جدار نختبئ حوله أو يٌقطع ظل شجرة أو يٌكسر عكازٌ كنت تتكئ عليه.. ما أوجع الخيبات وما ألعن الخائبين.. جحود يجتاز الأمل في دواخلنا لينخر في نفوسنا ويبدد ما جمعناه من صلابة.. قاتل الله اليأس.. جعلنا ننثني ورمى بنا الى التهلكة وغسل بنا جماليات الفرح.. أيام تمر انتم ترونها بأن يجب عليها أن تمر لكننا نرى أنها من أعمارنا وصحتنا وذكرياتنا.. لن تعود أيامي حتى أصححها لن تعود حتى أضحك بها لن تعود حتى أخبرها أنني عرفتٌ متأخراً أنكم لاتستحقون.. خرج من رحم المعضلات بشر لم يخطر ببالنا أنهم من سيخرجون عقدت معنا الحياة صٌلاحاً بموقف أحدهم في الوقت الذي فضت مع آخر جميع العهود.. انطفأ ذلك المشع من الفرح يوماً فأشعلت فتيلة آخر من جانب مقابل.. لا تؤذيني أنا لست بسيئة وقلبي لا يتحمل إيذائك لا تقهر الطيب فيني فتحولني لشخصٍ لا أعرفه ولا أريده .. لاتنسى يوماً بأنني طاقة قد تنفذ فتتلاشى كفت يدي عن الحاجة لعونك لأنك وضعت بها تلك العلامة وكأنك تخبرها وتخبرني بأن لا عون يبقى ... تعودوا بألا تتباهون بأحد أو تجعلوه فوق العادة من المكانة لديكم فتخيبوا ويخيب رجاؤكم وتبكون..!! وقتما تسقطون أعطوا هذه السقطة حقها من الألم والبكاء والصراخ والكلمات.. إياكم أن تنهضوا وهناك بقايا حسرة لم تخرجوا ألمها.. أمكثوا ساقطين حتى تفرغ الأسباب لذلك السقوط أو أن يمر بكم أحدهم فيكون عوضاً لمن أسقطك.. تلاشو في ممرات الظلام لاتسلطو الضوء على أحزانكم عضو على أسنانكم وأفرغوا ذلك الغضب وانتم منغلقون على أنفسكم الحزن ليس حراماً لكنه مكروه.. والمكروه لا يحبه العامة ولا يحبون فاعله.. تجاربنا مقاييس طاقاتنا كل تجربة تمر بك تضع بك الإدراك والحكمة فإما أن تكون مدركاً حقاً لتجتازها أو أن تكون مدركاً منهكاً فتكسرك وأبحث عمرك بأكمله عمن يجبر هذا الكسر.. غالباً تمر بنا حادثةً نعرف من خلالها قيمة أنفسنا في عين اليقين..! نحدث أرواحنا بأننا أقوياء وكأننا أول مرة نحدثها أياكم أن تمر هذه الحوادث من خلالكم دون درس.. ودون حديث نفس.. لا تنتهي الأعمار بغياب أحد هي تنتهي وقتما يريد الله ذلك فقط.. قد نصاب بالاختناق لكننا على قيد الصبر والاستعانة .. قد نبكي من قلوبنا وأعيننا صامتة لكن خارجنا يوحي للجميع بالثبات.. لاعذر للغائبين على قيد الحياة لا عذر إلا للأموات الذين تركونا رغماً عنهم لاتؤمن بأن الدنيا صغيرة وأن الالتقاء وارد بل من ذهب باختياره سأغير طريقي عنه إن لا قاني في هذة الصغيرة.. انظر لنفسك لبنات من طين كلما فٌتك بواحدة أصقل لك أخرى وضعها لكن بعد أن تواسي مكان السابقة.. إياك أن تضع لبنة من العافية على لبنة من نزف فليتهب الجميع وتخسر أملك وتفرغ لبناتك!!