مع اقتراب قطار دوري الأولى إلى النهاية على بعد ثلاث محطات من الختام فإن المشهد العام لحسابات الصعود والهبوط لم يكتمل بعد، نتيجة التقارب النقطي الكبير ربما يؤجل الحسم حتى الثواني الأخيرة من جولة الحسم، فالمنافسة تصاعدت بشكل اضافي إلى الصراع على البقاء، ومع ختام الجولة ال27 لا يمكن الجزم بهوية الصاعدين أو الهابطين الثلاثة، نظرا لتقارب المستويات والنقاط، هذا مؤشر على أن كلمة الفصل ستكون في الجولة الأخيرة، وهو مايدلل على قوة الدوري وصعوبة المنافسة التي تستمر وتحتد جولة بعد الأخرى، والفرصة بشكل كبير متاحة للفيحاء وأحد والنهضة لخطف بطاقتي الصعود المباشر والثالث ومباراتي الملحق مع صاحب المركز 12 من "دوري جميل"، وحسابيا يملك نجران فرصة المنافسة لو على البطاقة الثالثة، مع تبقي بصيص من الأمل لصاحبي المركزين الخامس والسادس القيصومة والشعلة وإن كانت الحسابات تميل بنسبة كبيرة للمتصدر الفيحاء الأوفر حظا بين ثلاثي المقدمة لحجز المقعد الأول وخطف اللقب إذ لديه الآن 45 نقطة والوصول إلى النقطة 54 يعني أعلى رصيد يمكن أن يصل له أي فريق، مما يزيد من حظوظه ويكفيه تحقيق سبع نقاط من الثلاث لقاءات المتبقية مع الوطني ووج خارج ملعبه ومع أحد على أرضه لتحقيق النقطة 52، لضمان الصعود المباشر بالمركز الأول أو الثاني، وكذلك تحقيق خمس نقاط من مبارياته المتبقية في حالة تعثر منافسيه أو الوصيف في حالة الفوز بمباراة والتعادل مرتين من دون انتظار نتيجة منافسيه، فيما التعادل أو تلقي الخسارة في جولة أو جولتين ستضعف حظوظه كثيرا في حالة تحقيق أحد والنهضة للنقاط التسع المتبقية وربما يدخل في حسابات جديدة للظفر ببطاقة الصعود. ويتأهل الفيحاء عبر المركز الأول عند تحقيقه النقطة 54 ويرافقه أحد وصيفا بالنقطة 53، والنهضة إلى الملحق عند الوصول للنقطة 50. وشهدت مستويات الوصيف أحد ونتائجه تراجعا واضحا في الجولات المنصرمة فقد على أثرها صدارته للمسابقة طيلة 23 جولة ليتراجع للوصافة ب44 نقطة وهو مطالب لتحقيق اللقب الوصول إلى النقطة 51 على أقل تقدير خلال مواجهاته المتبقية مع الطائي على أرضه ووج والفيحاء، وعلى بعد خطوتين على الأقل من الصعود في المواجهة الختامية، فالفوز وحده في مباراتين من أصل ثلاث سيمنحه بطاقة الصعود على الفور، وسيكون عرضه للانتظار وحسابات معقدة مع النهضة ونجران في حالة الخسارة في مباراتيه المتبقيتين، وكذلك في حال التعثر بالتعادل أو الخسارة، ويتأهل أحد بطلا للدوري عند وصوله لأعلى رقم النقطة 53، والفيحاء وصيفا في حالة الخسارة في مباراة والفوز في مباراتين على اقل تقدير ليصل للنقطة 51 والنهضة للملحق عند الوصول للنقطة 50. الجولتان الماضيتان شهدتا عودة ثالث الترتيب النهضة لتقديم مستوياته القوية في الدور الأول بتعادله مع العروبة وانتصاره على وج جدد من خلالها فرص الصعود، وبات أمله في العبور إلى دوري الأضواء في يد منافسيه، فحتى فوزه في الجولات الثلاث الأخيرة ووصوله للنقطة 50 لن يمنحه شيئا سوى انتظار تعثر الفيحاء أو أحد، لعل وعسى أن يخدم تعثرهما حظوظه نحو الصعود المباشر أو على اقل تقدير دخول الملحق بالمركز الثالث في الجولة المقبلة والأخيرة من عمر الدوري. رابع الترتيب نجران برصيد 39 نقطة يملك فرصة صعبة نوعا ما للصعود المباشر من خلال تحقيق النقاط التسع المتبقية وبالتالي الوصول للنقطة 48، بشرط تعثر المتصدر أو الوصيف بالخسارة في جولتين، أو خوض الملحق في حالة تعثر الثالث النهضة في مباراة على اقل تقدير. حظوظ القيصومة والشعلة موجودة حسابيا ويملكان 38 نقطة، تكمن في تحقيقهم للفوز بالثلاث مباريات المتبقية والوصول للنقطة 47، مع بقاء المتصدر ووصيفه على نقاطهم الحالية لخطف بطاقتي الصعود المباشر، فيما يكفي أحدهما التأهل للملحق في حالة تعثر الثالث النهضة في مباراتين مع فوزهما في مباراتين. كيف يكون الحسم المناشر؟ ربما تحسم المواجهات المباشرة بين الثلاثي سباق الصعود وبشكل ضئيل تميل لصاحب المركز الثالث النهضة بعد فوزه على المتصدر الفيحاء ذهابا 1-صفر وتعادل ايابا 2-2، وخسارته مع الوصيف أحد 1-صفر ذهابا، ثم الفوز عليه إيابا 2- 1، وفي حال تم اللجوء لنتائج المواجهات المباشرة لتحديد الصعود، بين ثلاثي المقدمة فالفرصة ستلوح من جديد أمام النهضة إذ تعثر المتصدر أو الوصيف في جولتين على أقل تقدير مع فوزه بمباراتيه المتبقيتين، والتوقعات تشير إلى عدم اللجوء للقاءات المباشرة قبل جولة الحسم، وحظوظ كبيرة للفيحاء وأحد والنهضة لخطف البطاقات الثلاثة نظرا للحافز الكبير لديهم، ما يعني التوقع ببقاء الحال كما هو عليه في الترتيب النهائي مع إعلان صعود الفيحاء وأحد لمصاف الكبار، ودخول النهضة في فاصلة الملحق. المشهد في المراكز الأخيرة لا يزال غير واضح الملامح، لتحديد الثلاثي الهابط للثانية، على الرغم أن وج صاحب المركز الأخير ب29 نقطة المرشح الأبرز كونه سيدخل في منافسة شرسة مع طرفي المقدمة عندما يلتقي الفيحاء وأحد وكذلك هجر، ويليه النجوم بالمركز 15 ب30 نقطة سيلعب مع الطائي والشعلة والجيل ووضعه الفني صعب في البقاء، ويلزمه تعثر العدالة في جولتين وفوزه بمثلها للابتعاد عن الهبوط، ولم تشفع المستويات الجيدة لصاحب المركز ال14 الوطني ب30 نقطة كان آخرها الفوز على المتصدر أحد 1-صفر بضمان البقاء وسيلعب مع الفيحاء والطائي والشعلة وهذه الفرق تعتبر اقل قوة من منافسيه النجوم ووج، وهو ملزم في كسبها للوصول للنقطة 39 مع تعثر العدالة أو الجيل من دون النظر لنتائج وج والنجوم، وستكون الجولات المتبقية حافلة بالإثارة والندية، وربما يصل الدوري إلى نهايته من دون تحديد هوية الصاعدين والهابطين الثلاثة. وفي حال تعادل فريقين أو أكثر في النقاط ينظر إلى اللقاءات المباشرة بينهما، وإذا تعادلت ثلاثة فرق أو أكثر في النقاط يتم الرجوع إلى اللقاءات المباشرة بينهم، ويكون الترتيب على حساب أكثر الفرق جمعاً للنقاط في المركز الأول، وإذا تساوى أكثر من فريق في النقاط تقام لهم مباريات فاصلة وفق ما نصت عليه المادة ال14 من الباب الرابع في لائحة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم.