السعادة هدف يبحث عنه البشر، فيجدها البعض منهم وتغيب عن الكثيرين. ويختلف مفهوم السعادة من شخص إلى آخر حسب خلفيته الاجتماعية والبيئية والثقافية والاقتصادية. فقد تكون السعادة في امتلاك المال أو النجاح أو المنصب الرفيع او في العبادة الخالصة لله أو جميع ما ذكرته. وقد عرف الفيلسوف اليوناني أرسطو السعادة بأنها المعنى والغرض من الحياة، والحكمة ونهاية الوجود الإنساني. وتتلخص السعادة في اعتقادي بأنها الشعور أو المتعة والقناعة والتعلق بهدف واضح والرضا بما حباه الله لنا من نعم لا تحصى. وقد تصدرت دولة (النرويج) المرتبة الأولى على مستوى العالم في تصنيف الدول الأكثر سعادة في التقرير الذي صدر يوم الاثنين 20 مارس 2017 بمناسبة يوم السعادة العالمي. وقد صدر التقرير عن (شبكة حلول التنمية المستدامة للأمم المتحدة) ويضم 155 دولة مرتبة حسب مستويات السعادة. وتأتي الدنمارك في المرتبة الثانية تليها ايسلندا وسويسرا وفنلندا وهولندا وكندا ونيوزلندا واستراليا والسويد في المراكز العشرة الأول في الترتيب. ويستند الترتيب في مقياس السعادة على ستة عوامل هي: نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط العمر، والحرية، وسخاء الحكومة مع المواطنين، والدعم الاجتماعي، وغياب الفساد في الحكومة أو الأعمال. ويقول جيفري ساكس مدير الشبكة والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة: إن الدول السعيدة هي تلك التي يوجد بها توازن صحي واضح الرخاء، ورأس المال الاجتماعي، مما يعني درجة عالية من الثقة في المجتمع، وتراجع انعدام المساواة، والثقة في الحكومة. واحتلت دول شمال أوروبا مراتب متقدمة وذلك لارتفاع مستوى الدخل، وتراجع مستوى الفساد، بالإضافة إلى الخدمات والتسهيلات الحكومية المقدمة للمواطنين. وتعاني الدول الأقل سعادة الفقر واستشراء الفساد في العديد من القطاعات، كما تعاني بعض هذه الدول النزاعات المستمرة والحروب، وتشمل دول جمهورية أفريقيا الوسطى، وبوروندي، وتنزانيا، وسورية، ورواندا، وتوغو، وغينيا، وليبيريا، وجنوب السودان، واليمن. أما الدول العربية الأكثر سعادة فتشمل الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والكويت، والبحرين، والجزائر، وليبيا، والأردن، والمغرب، وتونس، وفلسطين، ومصر، والعراق، والسودان حسب الترتيب. إن معظم أسباب السعادة تبدو اجتماعية في مجملها، إلا أن عدة حكومات بدأت تهتم بها، نظراً لأن توفير السعادة هي وظيفة سياسية، ومقياس للحكم الرشيد في أي دولة، وهذا ما تؤكده دساتير العديد من الدول المتقدمة.