معرض سيتي سكيب يشهد إطلاق مشاريع للمنطقة الشرقية ب8 مليار ريال    وزير الطاقة يرأس وفد المملكة في مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29)    المملكة تجدد دعوتها لدول العالم الانضمام للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين    جمعية يبصرون للعيون بمكة المكرمة تطلق فعاليات اليوم العالمي للسكري    تعيين أيمن المديفر رئيسًا تنفيذيًا مكلفًا لشركة نيوم    المملكة الأولى عربيا في مؤشر الأداء الإحصائي 2023    إطلاق 80 كائنا فطريا مهددا بالانقراض    المملكة تواصل توزيع السلال الغذائية في شمال قطاع غزة    وزير الخارجية يصل الهند في زيارة رسمية    مجلس الوزراء: تطبيق لائحة الاتصالات الرسمية والمحافظة على الوثائق ومعلوماتها استرشادياً لمدة سنة    جمعية «عطاءات وارفة» لذوي الإعاقة البصرية وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة يوقعان اتفاقية تطويرية    حرس الحدود في عسير ينقذ مواطنًا من الغرق أثناء ممارسة السباحة    نائب أمير مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية    الاخضر يرفع وتيرة الاعداد للقاء استراليا    إسرائيل تهدد 14 بلدة جنوب لبنان وفرنسا تستدعي سفير تل أبيب    محافظ الطائف يستقبل مدير الموارد البشرية في منطقة مكة    ربع مليون طالب وطالبة في تعليم الطائف يحتفون باليوم الدولي للتسامح    الدراسة المتقدمة للشارة الخشبية تواصل فعالياتها بمحافظة الأحساء    ترمب يتجه لاختيار «روبيو» وزيراً للخارجية    فريق التمريض بمستشفى د. سليمان فقيه يحصل على اعتماد (ماغنت) الأمريكي    نائب الرئيس الإيراني: العلاقات مع السعودية ضرورية ومهمة    وزير الداخلية يرعى غداً الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.. وتخريج 259 طالباً وطالبة    أمير الجوف يرأس اجتماع اللجنة العليا لدعم ومساندة تنفيذ المشروعات بالمنطقة للربع الثالث 2024    التوقيع على وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي    استقرار أسعار النفط في التعاملات المبكرة    سماء غائمة يتخللها سحب ممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    استشارية: "السكري في العائله" يزيد خطر إصابة الأطفال    هدف "العمار" يفوز بجائزة الهدف الأجمل في الجولة العاشرة بدوري روشن    الرباعي والمالكي يحتفلان بزواج آلاء ومحمد    1.1 مليار ريال إجمالي دخل تطبيقات نقل الركاب    الأولمبياد الخاص السعودي يشارك في الاجتماع السنوي للبرامج الصحية الإقليمية في الرباط    نيمار: المملكة تملك المقومات لإنجاح تنظيم كأس العالم    ولي عهد الكويت يدعو لتكاتف المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية    رونالدو لا يستطيع تحقيق البطولات لوحده    تحديد موعد اجتماع مشروع توثيق تاريخ كرة القدم    المملكة تستضيف المؤتمر الإقليمي لشبكة الروابط العائلية للشرق الأدنى والأوسط    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    احذر.. بعد العاشرة ليلاً تحدث الجلطات    5 أمور تخلّصك من الزكام    الموسيقى الهادئة تجنبك استيقاظ منتصف الليل    تحت رعاية سمو ولي العهد.. وزير الحرس الوطني يفتتح القمة العالمية.. السعودية تقود مستقبل التقنية الحيوية في العالم    الداخلية تعزز منظومة الأمن بمركبات كهربائية    جوائز التميز.. عوامل الهدم ومقومات البناء!    علو الكعب    صالة سينما تتحول إلى «حلبة مصارعة للسيدات»    وزارة الداخلية تطلق ختماً خاصاً ب «سيتي سكيب»    التنمر.. بين مطرقة الألم وسندان المواجهة    سمو ولي العهد والرئيس الإيراني يستعرضان تطور العلاقات    لاعتدائه على حكم.. حبس رئيس ناد تركي لمدة 3 أعوام    المظهر والكاريزما!    رئيس الحكومة المغربية يشدد على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    البرهان: السودان قادر على الخروج إلى بر الأمان    اطلع على مشاريع المياه.. الأمير سعود بن نايف يستقبل أعضاء الشورى المعينين حديثاً    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف        منسج كسوة الكعبة المشرفة ضمن جناح وجهة "مسار" بمعرض سيتي سكيب العالمي المملكة العربية السعودية    مراسل الأخبار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولي العهد: نتطلع لشراكة عربية دولية في مواجهة الإرهاب والجريمة
وزراء الداخلية العرب يبدأون اجتماعهم ال 34 في تونس
نشر في الرياض يوم 09 - 07 - 1438

بدأ أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب اجتماعات الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب في العاصمة التونسية، تحت رعاية فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية.
ورأس وفد المملكة إلى الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.
السبسي: الوضع الإقليمي المتوتر أوجد بيئة لتنامي الجريمة المنظمة والإرهاب
وقبيل بدء الاجتماعات التقطت الصور التذكارية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب بهذه المناسبة.
ثم افتتح سمو ولي العهد بحضور معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر الشقيقة وأصحاب السمو والمعالي معرض "الإسلام وحقوق الإنسان" الذي تنظمه اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، حيث قص سموه الشريط إيذاناً بافتتاح المعرض، ثم اطلع على ما يحتويه المعرض من صور تحاكي الأهمية التي يبديها الإسلام لحقوق الإنسان.
وبعد أن أخذ سمو ولي العهد مكانه في المنصة الرئيسة بدأ الاجتماع بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز كلمة خلال الاجتماع فيما يلي نصها:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب معالي الأمين العام
أصحاب المعالي والسعادة
الإخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني في البداية أن أنقل إليكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وتطلعه إلى أن يسهم اجتماعكم في تعزيز مسيرة أمننا العربي المشترك والمحافظة على استقرار ونماء شعوبنا ودولنا العربية، ويسرني أن أكون معكم في افتتاح أعمال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلسكم الموقر.
كما يطيب لي أن أرفع باسمي واسمكم جميعاً جزيل الشكر وبالغ الامتنان إلى فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة وحكومته والشعب التونسي الشقيق لما لقيناه من حسن استقبال وكرم ضيافة وما يلقاه مجلسكم من دعم ومساندة، والشكر موصول أيضاً لمعالي الأخ السيد الهادي المجدوب وزير الداخلية في الجمهورية التونسية على ما وفره لهذا الاجتماع من أسباب النجاح، ولمعالي الأمين العام وأمانة المجلس على جهودهم في الإعداد والتحضير.
أيها الإخوة:
لا يخفى على الجميع أن الأمن مطلب كل فرد وغاية كل أمة وأساس كل تطور واستقرار، فالأمم والشعوب تحتاج على الدوام إلى ضمان أمنها السياسي واستقرارها الاجتماعي وازدهارها الاقتصادي، وفي غياب الأمن لن يتحقق شيء من ذلك ويصبح الخوف والاضطراب مكبلا لخطواتها ومعيقا لتطلعاتها ومهدداً لوحدتها الوطنية وهويتها الفكرية ومسيرتها الحضارية ومواردها الاقتصادية.
ولذلك أيها الإخوة أعلى الإسلام مكانة الأمن وجعله من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الناس جميعا والتي بدونها لن تستقيم الحياة ولن تصلح أحوال العباد والبلاد.
أيها الإخوة:
إن أمننا العربي في واقعه بكل وضوح وبكل صراحة محاط بتهديدات خطيرة جداً.. تهديدات داخلية وتهديدات خارجية تنامت وتيرتها بشكل متزايد وتباينت مظاهرها بما لم نعهده سابقاً .. كل ذلك أيها الأخوة يحدث في ظل متغيرات وأحداث إقليمية وعالمية عديدة لا شك أنكم تعلمونها وتدركون أبعادها وتعرفون أسبابها.. وقد باتت تهدد أمن دولنا وشعوبنا العربية مما يستدعي منا تعزيز مسيرة التعاون والتكامل الأمني بين دولنا لما فيه تحقيق أقصى درجات دحض وهزيمة شياطين الأرض من الإرهابيين ومرتكبي الجرائم ومروجي سموم المخدرات والخارجين عن النظام.
ونحن جميعا بإذن الله قادرون على ذلك انطلاقا من حقيقة أن المساس بأمن أي دولة من دولنا هو مساس بأمننا جميعا.. هذه أيها الإخوة حقيقة قيام هذا المجلس الموقر الذي عمل بموجبها منذ نشأتها.. ويجب التأكيد هنا على أنه يتعذر إلى حد كبير على أي دولة بمفردها وبدون تعاون الدول العربية معها أن تدفع المخاطر عنها وأن تصون وحدتها وأن تحافظ على سيادتها وسلامة واستقرار شعبها.. إن هذه الأهداف الأساسية لأمن وأمان المواطنين واستقرار الدول هو ما يجب أن يحكم تعاوننا جميعا.
أيها الإخوة:
إننا نعمل من خلال هذا المجلس على حماية أمننا العربي والتصدي لكل ما يحيط به من مهددات داخلية أو إقليمية أو دولية ونتطلع بكل أمل وطموح إلى قيام شراكة عربية دولية من خلال هذا المجلس تقود إلى تعاون دولي مثمر وبناء في مواجهة الإرهاب والجريمة بأنواعها والعمل على سيادة الأمن والسلم الدوليين بدلا من تبادل الاتهامات وتحميل دين أو شعب بعينه تبعات جرائم الإرهاب والتطرف التي لم يعد لها حدود بكل أسف.
أيها الإخوة:
إن اجتماعكم حافل بالعديد من الموضوعات المهمة وهو اجتماع محاط بتطلعات قادة دولنا وآمال شعوبنا وواجباتنا تجاه أمننا العربي ومحيطنا الإقليمي وعمقنا الدولي.
ومن الله وحده نسأل العون والتوفيق وأن تكون نتائج هذا الاجتماع على مستوى طموح وتطلع قاداتنا وشعوبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان الاجتماع قد شهد عدداً من الكلمات، حيث ألقى فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب رحب فيها بوزراء الداخلية العرب، متمنياً لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني تونس.
ونوه فخامته بما بلغه المجلس من درجة عالية من النضج حيث أصبح يُمثل محطة بالغة الأهمية على درب ترسيخ أسس التعاون بين الأجهزة العربية الأمنية رايته في ذلك تحقيق مستوى متقدم من التكامل في الرؤى والتصورات بين الدول العربية بما يكفل مجابهة التهديدات التي تتربص بالمنطقة العربية وتعزيز مناخ السلم والاستقرار فيها ودعم مسيرتها في التنمية والاستقرار لصالح شعوبها.
وأكد الرئيس التونسي أن الدورة الحالية للمجلس تنعقد في ظل وضع سياسي وإقليمي متوتر يتسم بازدياد وتيرة التهديدات واستفحال الأزمات في عدد من دول المنطقة وهو ما خلق بيئة ملائمة لتنامي الجريمة المنظمة وتوثيق التحالف مع الإرهاب لتضاف على مجمل التحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية العربية، مشيراً إلى أن هذا الواقع يُملي على الجميع تسخير جميع الإمكانيات والطاقات المتاحة للتوقي من التهديدات القائمة خاصة تلك المتعلقة بالإرهاب والظواهر المتصلة به وهو ما يستوجب تشخيصاً دقيقاً لهذه المخاطر وتحديد أسبابها وفهم خصائصها وحصر كل امتداداتها وأهدافها وارتباطاتها ورصد تحالفاتها وتطوراتها بما يُساعد على تحيين وتطوير استراتيجيات الدول العربية المعتمدة في هذا المجال بصفة عملية وفعالة.
وبين فخامته أن التحديات المطروحة أمام الدول العربية اليوم تتطلب مضاعفة الجهود وتنسيق البرامج والخطط من أجل تعزيز وتفعيل الآليات الكفيلة بمجابهتها وتكثيف التعاون لإثراء التصورات ذات الصلة ومزيد البحث عن حلول ملموسة وعملية تتماشى ومتطلبات المرحلة بما يمكن من التصدي لهذه الظواهر وذلك من منطلق الإيمان الراسخ بأن القضاء عليها لا يمكن أن يتم إلا في إطار تعاون عربي مشترك.
واستعرض الرئيس السبسي ما شهدته المنطقة العربية في السنوات الأخيرة من بروز تيارات دينية متطرفة وعنيفة ذات توجهات مختلفة تمكنت من تعزيز قدراتها وتوسيع أنشطتها الإرهابية مما أفرز ظهور جماعات أكثر تشدد تجاوزت كل حدود العنف وانتهجت أشرس الأساليب في التعبير عن أفكارها المريضة ومعتقداتها المنحرفة وتنفيذ جرائمها في حق الإنسانية، لافتاً النظر إلى أن هذه المجموعات قد وجدت ظروفاً ملائمة للتهيكل والانتشار خاصة في ظل الصراعات المسلحة والأزمات السياسية التي تشهدها بعض المناطق العربية.
وأشار فخامته إلى أن هذه التنظيمات أدركت أهمية وسائل التواصل الإلكتروني ودور الوسائط الاتصالية الحديثة في نشر توجهاتها التكفيرية بصفة سريعة وعلى نطاق واسع فاعتمدت إستراتيجية إعلامية تروج للخطابات الراديكالية وآليات للدعاية والتجنيد والتمويل والتدريب جعلتها أكثر خطورة وهو ما يستدعي من الجميع مزيد تكثيف الجهود وتبادل المعلومات والخبرات وتطوير الكفاءات الضرورية للتحكم في الفضاء السيبرني لقطع الطريق أمامها وإجهاض خططها المستقبلية وإفشال سعيها لنشر خطابها المتطرف.
وأكد الرئيس التونسي أنه في ظل استقطاب هذه التنظيمات لعدد كبير من المقاتلين من جميع أقطار العالم عموماً ومن المنطقة العربية خصوصاً فلابد من التشديد على ضرورة الوعي بالخطر الذي تُمثله مسألة عودة المقاتلين من بؤر التوتر وحتمية الاستعداد بشكل محكم للتعامل مع هؤلاء من الجوانب كافة ذلك أن المعالجة الأمنية على أهميتها لا تُمثل المكون الوحيد للتصدي لهم، معبراً عن يقينه في أن الدول مهما سطع حجم إمكانياتها يصعب عليها التصدي بصفة أحادية لظاهرة الإرهاب ذلك أن مواجهة هذه الآفة تقتضي ضرورة تضافر الجهود وتطوير العمل المشترك لبلوغ أعلى درجات التنسيق بين الدول.
واستعرض فخامته العمليات الإرهابية التي استهدفت تونس، مؤكداً أنها لم تزد بلاده إلا إصراراً على محاربة آفة الإرهاب والقضاء عليها بالاعتماد على وعي الشعب وتماسكه والجاهزية العالية لوحداته الأمنية والعسكرية وبفضل تكثيف التعاون في هذا المجال مع الدول الشقيقة والصديقة.
وقال: "لابد من التأكيد في هذا السياق على ضرورة تحسين مجتمعاتنا العربية وخاصة الفئات الشبابية ضد تأثيرات التيارات الدينية المتطرفة وخطر الانحراف بتعاليم ديننا الحنيف مع التركيز بالتوازي على معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وتوفير مقومات العيش الكريم لشعوبنا وهو ما حرصت تونس على تكريسه ضمن استراتيجية ضمن إطار يكرس دولة القانون والمؤسسات ويحترم مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي يكفلها الدستور التونسي والمواثيق الدولية".
وشدد الرئيس التونسي على أن بلاده تؤمن بأن أمنها جزء لا يتجزأ من أمن الوطن العربي، وهو ما يجعلها شديدة الحرص دائماً على دعم ومساندة آليات العمل العربي المشترك وفي طليعتها مجلس وزراء الداخلية العرب لما يتحمله من أمانة وأعباء في التصدي لكل الآفات والانحرافات التي تهدد أمن المواطن العربي، مؤكداً أن تونس المتجذرة في محيطها العربي والمؤمنية بوحدة المصير مع أشقائها العرب ملتزمة بمواصلة السير على هذا النهج ولعب دور فاعل في المجهود الجماعي لدعم أمن البلدان العربية والحفاظ على سيادتها ومناعتها.
. من جانبه عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط عن سعادته البالغة بالمشاركة في أعمال الدورة الحالية للمجلس، مبرزاً جهود المجلس في توطيد عرى التعاون العربي على الصعيد الأمني والاضطلاع بدور أساسي إلى جانب المجالس الوزارية الأخرى.
وأشار معاليه إلى أن الظروف الأمنية المحيطة بالمنطقة والمخاطر المحدقة بها تضع أعباء هائلة على كاهل أجهزة الأمن وإنفاذ القانون في الدول العربية، مفيداً أن أحداث السنوات الست الماضية قد ضاعفت من التهديدات بل حملت للمجتمعات العربية أنواعاً جديدة من المخاطر، فالجماعات الإرهابية تمكنت من استغلال حالة السيولة السياسية التي مر بها الإقليم لتوجيه ضربات عنيفة وغير مسبوقة في مداها وشدتها. فوجدنا الحدود تقتحم والمدن تسقط فريسة للعصابات الإجرامية والأراضي يجري السيطرة عليها وتنزع عنها أعلام الدول لترتفع مكانها رايات الخراب السوداء في سابقة لم نشهد لها مثيل في التاريخ الحديث.
وأضاف «ليس ذلك فحسب بل إن ظواهر الإرهاب والعنف تدخلت مع الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والتجارة غير المشروعة في الآثار وغيرها من أشكال الخروج عن القانون، بحيث تكونت شبكات خطيرة ومعقدة تمزج بين عالمي الإرهاب والإجرام، والأخطر أن هذه الشبكات صارت توظف أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا. الاتصال والمعلومات في تجنيد الأنصار حتى اتسعت ساحة المواجهة لتشمل العالم من أقصاه إلى أقصاه، وكان من شأن هذا كله أن يضع المؤسسات والأجهزة الأمنية في العالم العربي أمام تحديات غير مسبوقة في شدتها أو مداها ومن هنا تنبع أهمية الدورة الحالية لمجلسكم الموقر سواًء في توقيت عقدها أو من حيث الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال التي تتناول باستفاضة وعمق التحديات الأمنية كافة التي تواجه بلداننا».
وأكد الدكتور أبو الغيط: أن تحقيق الأمن هو الغاية الأولى للحكومات جميعاً فمن دون الأمن لا تنمية ولا عمران ومن دون الأمن يستحيل أن تقوم حياة ديمقراطية سليمة أو أن ينعم المواطن بحقوقه الإنسانية الأساسية وعلى رأسها حقه في الحياة وحقه في أن يعيش آمناً على نفسه وأهله من الخوف، مشيراً في هذا الإطار أن توفر الأمن يعد العامل الحاسم في جذب الاستثمارات الأجنية التي تشتد حاجة البلدان العربية إليها، وهو ما يضع على رجال الأمن مسؤوليات جسام وأعباء تفوق الطاقة فهم مطالبون بأن يحققوا الأمن للمواطن والمجتمع دون أن يشعر المواطن بأنه مقيد في حريته أو أنه محاصر في معاشته وبغير أن تستأثر حالة المجتمع الطبيعية فينعكس ذلك سلبًا على الانتعاش الاقتصادي أو يسحب من رصيد الحيوية المجتمعية.
وبين أن النظرة الشاملة للأمن تقتضي تعاوناً وتنسيقاً وثيقاً بين أجهزة إنفاذ القانون من ناحية وبين العديد من الموسسات والكيانات الرسمية وغير الرسمية من ناحية أخرى، مثمناً في هذا الإطار التعاون القائم بين مجلس وزراء الداخلية العرب والمجالس الوزارية العربية خاصة مجلس العدل العرب، خاصة في المجالات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وإعداد قوانين نموذجية لمواجهة جرائم الاتجار بالأشخاص ومكافحة الفساد، مبرزاً ما أثمره هذا التعاون من عقد الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي دخلت حيز النفاذ سنة 1999 التي تُعد سبقاً إقليمياً ومثالاً يحتذى به.
وتحدث معاليه عن ما احتلته مكافحة الإرهاب من مكان متقدم في البيانات الرسمية التي أدلى بها القادة العرب في قمة عمّان مند أيام قليلة، فضلاً عن الإشارة الواضحة للإرهاب باعتباره واحداً من أخطر التهديدات التي تواجه العالم العربي في البيان الختامي عن القمة.
وقال: «الحقيقة أن صلابة الإجماع العربي حول خطورة الإرهاب لا يفوقها سوى قوة الاقتناع بخطورة الفكر الذي يولده وضرورة اقتلاع هذا الفكر من تربتنا واجتثاثه من مجتمعاتنا».
واستطر قائلاً: «القضاء على الإرهاب والتطرف هو معركة عصرنا وهي معركة طويلة مضنية وتحد نحن له أهل بإذن الله «.
وشدد على أن استقرار الأوضاع الأمنية في البلدان العربية لا يتحقق فقط بمجابهة الإرهاب والفكر المتطرف فالإرهاب هو نوع خاص وخطير وهو يتغذى على الجريمة بكل فروعها ومن الأهمية أن تتواصل الجهود في مجال مكافحة انتشار الجريمة خاصة المنظمة منها والعابرة للحدود وهو ما يتطلب تنسيقاً وتعاونا غير مسبوق بين الدول العربية بالنظر إلى تعقد أوجه النشاط الإجرامي في العالم اليوم اعتمادًا على تكنولوجيا المعلومات والاتصال الحديثة التي أصبحت للأسف توظف لخدمة الإجرام بصورة لم نعهدها من قبل.
وأشار معاليه في هذا الصدد إلى أهمية البند المتعلق بالتحديات الأمنية في المنطقة العربية والسبل الكفيلة بمعالجتها، مؤكدًا أن السبيل الأنجع لمواجهة النشاط الإرهابي والإجرامي بكل صوره وأشكاله هو مضاعفة التنسيق العربي العربي خاصة في مجال تبادل المعلومات والخبرات الأمنية واستخلاص الدروس وتعميمها على كافة الأجهزة الأمنية تحقيقًا للنفع العام وتلافيًا لتكرار الأخطاء.
وأعرب أبو الغيط في ختام كلمته عن التقدير والشكر لمجلس وزراء الداخلية العرب على ما بذله من جهد من أجل رفعة العمل العربي المشترك في المجال الأمني وتحقيق الغاية المنشودة وهي تعزيز أمن المواطن العربي وسلامته وكرامته الإنسانية.
الأمير محمد بن نايف يلتقي وزير الداخلية العماني
ولي العهد لدى وصوله إلى قصر قرطاج


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.