تأهل الهلال إلى نصف نهائي الكأس لأنه كان الأكثر تنظيما واستقرارا فنيا وإداريا، فاز على منافسه التقليدي النصر على الرغم من أن العادة جرت على أن الأجهز بين الفريقين يخسر، ولا أخفي سرا أو أدعي أنني قد أتيت بجديد، إذا قلت إن الفوضى وعدم الاستقرار اللذين يسيطران على النصر قد لعبا دورا آخر مهما في خسارة الأصفر. بما أن النصر تقريبا خرج من جميع بطولات الموسم بعد أن كان الوحيد الذي ينافس عليها قبل فترة قصيرة -كما يتغنى المنافحون عن العمل الإداري- لذا من الطبيعي أن يستحوذ على الطرح في هذه المقالة. أقول وبكل أسف إن حاضر النصر قد دفن، بعد أن عاد للبطولات في موسمي 2014 و2015، كان من الممكن أن يستمر حاصدا للذهب في ظل توفر اللاعبين المحليين في الفريق، مع الاستفادة من الهزات التي يتعرض لها المنافسون، فالهلال والاتحاد والشباب في المرحلة الحالية ليسوا هم المنافسون في عام 2007 سواء على مستوى العناصر أو القدرة المالية، كما أن أعضاء الشرف الممولين للنصر في موسمي 2014 و2015 يعتبرون الأسخى دعما في تاريخ الرياضة السعودية وبشهادة رئيس الأهلي السابق الأمير فهد بن خالد، أي أن ذلك الدعم الشرفي لم يتوفر في النصر سابقا ولا في تاريخ الأندية الأخرى، لذا كان من الممكن أن تكون مرحلة ذهبية في تاريخ النصر لو قيض الله لهذا النادي قيادة تتميز بالحكمة والحنكة والبعد عن حب الذات. من المنطق أن يتحدث النصراويون الآن عن كيفية إخراج ناديهم من أزمة الديون التي تجاوزت ال300 مليون، أعتقد أن الحل لهذه الأزمة يوازي تحقيق عشر بطولات، وللأسف إن الجمهور يريد رئيسا جديدا يأتي ليحقق البطولات مباشرة من دون النظر أو المراعاة للظروف، وهذا برأيي صعب جدا، وقد يقول قائل إن العناصر الجيدة موجودة فلماذا لا يحقق الفريق البطولات؟.. وهنا ستكون الإجابة، بأن لهؤلاء اللاعبين حقوق متراكمة بمئات الملايين منذ أعوام ولن يلعبوا إلا بعد الحصول عليها. الواقع يقول إنه بالإضافة إلى أن حاضر النصر قد دفن بسبب سوء الإدارة وغياب الحكمة، فإن مستقبل النادي أيضا للأسف قد أصيب بمقتل جراء الديون الكبيرة التي تعانيها خزينته، ولهذا دائما يبرز سؤال محبي الرئيس: من البديل؟.. وهنا ستكون الإجابة على شكل سؤال آخر: من الذي (فخخ) النادي بديون لا تطاق أرهبت البدلاء؟.