لدى كلِّ فرد منا حاجات نابعة من شخصياتنا وخلفياتنا الاجتماعية والخبرة والإطار الاجتماعي الذي نعيش فيه، ويترتب على ذلك، عملية اتخاذ قرار تعرضنا لوسائل الإعلام تلبية لحاجاتٍ ورغباتٍ مختلفة، تشير إليها نماذج ونظريات مفسرة لسلوكنا تجاه وسائل الإعلام. حول هذه الجزئية، جاء التأكيد بالقول قديماً بأن هناك علاقة ما بين الجمهور والوسيلة. حديثاً، أطلعتنا جامعة وينشستر البريطانية على دراسةٍ خلُصت إلى تقديم (12) نمطاً من الشخصيات التي يمكن أن نكون عليها حينما نستخدم الشبكات الاجتماعية، وبعض المراجع تشير إلى وجود عددٍ أكبر، فبحسب سلوكياتنا ومواقفنا أثناء استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعية، يمكن التمييز بين أنماط استخداماتنا التي لربما جمع الواحد منا بين أكثر من نمطٍ واحدٍ أثناء اتصالنا بمواقع التواصل؛ طبقاً لحاجاتنا ولرغباتنا الشخصية، واستناداً لحجم نشاطنا ومدى انتظامنا ونوعية المحتوى الذي نقدمه عبر مختلف الوسائل. فهل نحن كذلك حينما نتعرض لوسائل الإعلام التقليدية؟ ربما نكون كذلك إذا ما كنا نتعرض للكثير من الأحداث والمعلومات من خلال اتصالنا الدائم بالعديد من الوسائل، ونحن في هذه الحالة يشار إلينا بفئة (المدمنين المتعصبين للوسيلة)، ومتى ما حدث انقطاع عن الاتصال فإننا نعاني من العزلة لشعورنا بالفقد. ونحن إذا ما اتخذنا من الوسائل الجديدة منبراً ووسيلةً لتبيان مدى شعبيتنا، فنبحث كثيراً عن المعجبين والمتابعين، فبذلك نستهدف من خلال مشاركاتنا جني المزيد من علامات الإعجاب وإعادة نشر المشاركات والثناء والمدح، فيمكن الإشارة إلينا بفئة (الطواويس). ثالث الأنماط، فئة (المتشدقين)، فالتعبير عن آرائنا دون قلق إزاء ردود أفعال الآخرين ودون وضع الجمهور المتلقي في عين الاعتبار، يضعنا تحت هذا التصنيف. أما إذا كنا نتخفى خلف أسماءٍ وهميةٍ ونحاول من خلال هذا التخفي تقديم معلومات متناثرةٍ حتى لا يتم الكشف عن هويتنا، فنحن بذلك نمثل فئة (الأشباح)، وربما نكون أخطر الفئات على المجتمع، فنحن لربما كان الهدف من تخفينا التحرر من مختلف القيود التي تشكل عائقاً بالنسبة لنا إذا ما ظهرنا بشخصيتنا الحقيقية. وما بين مدمن الوسيلة، وما بين الطاؤوس والمتشدق، وما بين فئة الأشباح، بيننا المستخدم المتصفح، وغير المنتظم، والمتبدل، والمتسائل، والمخبر، والساعي للاستحسان، والمتربص، والصياد، والتابع، والمتفرج، والصامت، وهناك الساخر والهارب من الواقع. وبالتأكيد هناك ناشط اجتماعي، وهناك المستكشف، والمؤثر والواقعي، فأي الأنماط تختار أن تكون عليه عزيزي القارئ حينما تكون متصلاً بشبكات التواصل الاجتماعي؟ وأيُ نمطٍ يمثلنا أثناء جلوسنا أمام التلفاز، وفي حال استماعنا للمذياع، وحال قراءتنا لمختلف وسائل الاتصال الجماهيرية المطبوعة؟