قصاصة من المقال المنشور في «الرياض» كتبت عن مدينة سدير للصناعة والأعمال قبل أكثر من خمسة أعوام عندما بدأت الكثير من المصانع والشركات وضع حجر الأساس في المدينة واليوم بعد أن بدأت بعض المصانع بالإنتاج. أكرر الكتابة لأهمية الموضوع وضرورة التفاعل معه من قبل جميع الجهات الحكومية المعنية، حيث يحظى كل شبر في وطننا باهتمام وحرص القيادة، وما هذا المشروع الضخم إلا جزءا من سلسلة متتابعة لم تبق مدينة أو هجرة إلا وصلتها. إن التطور المتلاحق في تنويع مصادر الاقتصاد وعدم الاعتماد على البترول كمصدر وحيد لدخل الدولة هو من أولويات الحكومة، لذا أقامت المدن الصناعية في أرجاء الوطن، وقد حظيت منطقة سدير بجزء من هذا الاهتمام كغيرها من مناطق بلادنا الغالية فالحلم الذي كنا نقرأه قبل ثلاثة عقود في الصحف أصبح واقعاً مشاهدا حيث أصبحت مدينة سدير للصناعة والأعمال حديث المجتمع المحلي، وقد كتب الوالد الأستاذ الكريم عبدالعزيز بن عبدالله أبوحيمد قبل (24) عاماً في صحيفة الرياض في العدد رقم 9447 وتاريخ 25/11/1414ه بعنوان "عشيرة الصناعية امتداد لتاريخ ونماء اقتصادي" حيث بشر بها في هذا المقال. ونحن اليوم نراه على أرض الواقع. ولا شك أن هذا يعتبر استمرارا للنمو الاقتصادي والعمراني والرفاه الاجتماعي كما يعد مشروعا تنموياً كبيرا، ولعل أولى ثماره الكبيرة في القادم من الأيام تخفيف الازدحام الكبير الذي تشهده مدينة الرياض وعكس اتجاه الهجرة من المدن للمحافظات وذلك لتوفر الوظائف التي سيحققها هذا المشروع، وكل بلدان سدير تلحظ الفرق الشاسع بين ما قبل قيام المدينة الصناعية وما بعدها من حيث الكثافة السكانية والحركة التجارية للبلدان القريبة من المدينة الصناعية وعلى وجه الخصوص عشيرة سدير التي زاد فيها الطلب على السكن بشكل لافت وكثرت في البلدة المحلات التجارية والمطاعم وغيرها من الاحتياجات ونحن بدورنا نطالب بما طالب به الأستاذ عبدالعزيز أبو حميد أن يواكب هذه الإنجاز العظيم التخطيط وتوفير المتطلبات من خدمات مساندة للعاملين في المدينة الصناعية والمدينة السكنية المزمع قيامها والبلدان القريبة منها حيث إنه بعد هذه السنوات لم يتحقق إلا القليل، ومن هذا المنطلق فأهالي هذه البلدة يأملون أن يواكب هذا التسارع في زيادة أعداد السكان والزيادة في الطلب على الخدمات سرعة اعتماد الكثير من المشروعات والتي نوجزها فيما يلي: * اعتماد بلدية للقيام بدورها في تنظيم البلد وخدمته التي طال انتظارها. * خدمات البنى التحتية مثل الصرف الصحي الذي أصبح ضرورة ملحة. * إعادة الأراضي من وزارة الإسكان وتوزيعها على المستفيدين كما كان في السابق. * الحاجة إلى مستشفى يقوم بدوره في خدمة أهالي البلدة والمدينة الصناعية. * دفاع مدني يخدم المدينة الصناعية والبلدة والخط السريع. * مركز شرطة يفي بمتطلباتها الآنية والمستقبلية. * وجود الحدائق والأماكن الترفيهية في البلدة. إن سرعة إنجاز هذه المتطلبات سينعكس على مستقبل البلد وتطورها وسيكون له أثر إيجابي في خدمة السكان وتلبية طموحاتهم ما يؤكد أن بلادنا تشهد تطوراً مستمراً وتجد كل العناية والمتابعة والاهتمام، ويستحق الإشادة بتلك المنجزات. د. عبدالله بن نوفل الربيعة