إن ما نراه من نهضة اقتصادية وثقافية وعمرانية، ونمو اقتصادي في النواحي الحياتية، وتسارع في رتم الحياة اليومية ورخاء اقتصادي هو من نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى، أعاننا الله على شكرها. إن النهضة الاقتصادية التي نتمتع بها هي نتيجة طبيعة لما مَنَّ الله به علينا من نعمة البترول الذي انعكس على جميع نواحي حياتنا، ونتيجة للجهود الخيرة التي تتبناها الدولة. وما المدن الصناعية التي اعتمدت في السنوات الأخيرة إلا دليل على هذه النهضة، وقد حظيت منطقة سدير بجزء من هذا الاهتمام كغيرها من مناطق بلادنا الغالية، فقبل ما يقارب العشرين عاماً أو أكثر كانت فكرة واليوم أصبحت واقعاً ملموساً، حيث أصبحت مدينة سدير الصناعية واقعاً ملموساً الكل يتحدث عنه. وأتذكر هنا مقالاً كتبه الوالد الأستاذ الكريم عبدالعزيز بن عبدالله أبوحيمد عندما كانت فكرة مقالاً في إحدى الصحف المحلية -لا أتذكرها- بعنوان مدينة عشيرة سدير الصناعية، وقد بشر بها في هذا المقال، وبعد مضي هذه السنوات وفي العام الماضي على وجه التحديد سعد أهالي سدير بتوقيع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض باعتماد مدينة سدير الصناعية لتصبح واقعاً ملموساً، والأستاذ الكريم عبدالعزيز -أطال الله في عمره- قبل ما يقارب العشرين عاماً كتب عن هذا الحلم وهو الآن يرى بأم عينيه هذه المدينة وقد بدأ العمل في إنشائها، فهنيئاً لنا جميعاً بهذا الإنجاز الصناعي والذي يسجل باسم الوطن الغالي. والحقيقة كنت مسروراً بهذا الإنجاز الكبير لأن ما كان حلماً في الماضي رأيته واقعاً سيجعل من هذه المنطقة مدينة حضارية يشار إليها بالبنان، وستكون امتداداً للمدن الصناعية في بلادنا الغالية، بل ستتفوق عليها بميزة قربها للعاصمة الرياض. وحظيت وتحظى منطقة سدير باهتمام كبير من لدن قيادتنا الكريمة، وقد فرح الأهالي في هذه المنطقة فرحة عارمة لتدشين مدينة سدير الصناعية، وهذه بلا شك ستكون امتداداً للنهضة التي تعيشها هذه المنطقة واستمراراً للنمو الاقتصادي والعمراني والرفاه الاجتماعي، وقد أفرحنا هذا المنجز والذي يعد مشروعاً تنموياً كبيراً يخفف من الازدحام الكبير الذي تشهده مدينة الرياض ويقلل من الهجرة الكبيرة من المحافظات والقرى القريبة من هذه المنطقة بل لا أبالغ إن قلت أنه سيكون هناك هجرة معاكسة وذلك لتوفر الوظائف التي سيحققها هذا المشروع الضخم، فهنيئاً لسمو محافظ محافظة المجمعة وسدير الذي بقدومه سعدت المحافظة بالكثير من المشاريع ومن أهمها هذا المشروع الذي أتمنى أن يحقق طموحات أبناء هذا الوطن المعطاء ويعود بالنفع على الجميع ومن تقدم إلى تقدم إن شاءالله تعالى.