قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: إنه رغم كل مظاهر الوهن التي تعتري النظام العربي، وما تُعاني منه الأمة من مشكلات عديدة، فهناك أسباب للأمل والتفاؤل في وسط الظلمة الحالكة، معتبراً أن الجامعة العربية يُمكنها أن تكون جسراً للعرب وقائد عمل مشترك مثمر بينهم، ويُمكنها أن تنجز بشكل طيب في ملفات اقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية بل وعلمية إذا ما توفر لها دعم الدول جميعاً وتلاقت إراداتها السياسية على ذلك. وقال أبو الغيط في كلمته أمس أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية: "لقد استشعرت ارتياحاً كبيراً ودفعة معنوية هائلة من حديثي مع جميع القادة الذين شرفت بلقائهم، حيث كان الخطُ العام هو دعم الجامعة العربية وعملها والتمسك بمهمتها السامية في تمثيل وتوحيد العرب والتعبير عن مصالحهم والذود عنها، وتجسيد آمالهم وتطلعاتهم والسعي إليها". وقال: "إنه تحوم حول منطقتنا طيور جارحة كثيرة، تريد أن تنهش في الجسد العربي وأن تفتت قدرة العرب على توحيد صفهم، وأن تضع العرب في تناقض بين بعضهم البعض، وهناك من هذه القوى من يوظف الطائفية والمذهبية على نحو مقيت لتحقيق أغراض سياسية تناقض المصلحة العربية على طول الخط وهو نهج نرفضه ونتصدى له وندعو الأطراف التي تمارسه لمراجعة حساباتها". وأضاف: "تتردد أحاديث عديدة عن السعي لترتيب منطقتنا حتى من دون موافقتنا، وبما يخلق أوضاعاً جديدة في الشرق الأوسط، وفي مواجهة هذه الأطروحات جميعاً فقد دافعتُ خلال الأشهر الماضية عن أمرين أساسيين: الأول: هو الدولة الوطنية التي خرجت إلى النور في القرن العشرين، والتي ينبغي الحفاظ عليها باعتبارها نواة النظام العربي التي لا يجب المس بها. والثاني: التأكيد على أن الوضع العربي الحالي، ومع كل الإشكالات التي يعانيها، ليس مؤهلاً بعد للدخول في أية ترتيبات طويلة الأمد للأمن الإقليمي في ضوء اختلال موازين القوى الذي نرصده جميعاً". وأوضح أبو الغيط أنه في الشأن السياسي: "وجدت أن الملفات الأهم ليست في حوزتنا، أو ضمن قدرتنا على التأثير ربما بسبب تداعيات السنوات الستة الماضية". وتابع أبو الغيط: "فنحن نتابع عن كثب الأزمة السورية دون وسيلة حقيقية للتدخل مع أطراف أخرى فاعلة تتصدى لصياغة مستقبل سورية دون إسهام عربي حقيقي، وهذا أمر أجده معيباً". وحول الملف اللليبي قال أبو الغيط: "إنه رغم تعقيد الموقف الخاص بليبيا وأزمتها فقد سعيت إلى وضع الجامعة مجدداً في موقف متقدم يسمح لها بإستجابة أفضل لنداءات كافة الأشقاء الليبيين الذين يتطلعون بأمل إلى إنهاء فصول أزمتهم المستمرة بدعم ومساندة الجامعة". وأكد أبو الغيط في كلمته أن فلسطين لا تزال القضية المركزية، مشيراً إلى أن إسرائيل لا زالت تصمم على احتلالها لأراضي فلسطين دون رادع وتُمعن في البناء الاستيطاني والتهويد والاستيلاء على الأرض، ومشيراً إلى تبعات الانقسام الفلسطيني السلبية.