لم يكن لكرة القدم على الرغم من جنونها وغدرها أن تقبل بخروج أكثر من 60 ألف مشجع سعودي من مدرجات "الجوهرة المشعة" مكسوري الخاطر وخائبي الأمل في مواجهة "الأخضر" أمام العراق، وبعد أن تمنعت تلك الكرة التي أرسلها يحيى الشهري في الشوط الأول عن هز الشباك العراقية، رضخت في الشوط الثاني للاعب نفسه الذي أرسلها ب"حرفنة" لشباك محمد حميد حارس المنتخب العراقي، ليحيي بها يحيى آمال الجماهير السعودية، وسط أفراح 60 ألف مشجع في الملعب، والملايين خارجه!. كانت دقائق صعبة تلك التي سبقت هدف السبق السعودي، واستطاع راضي شنيشل ولاعبوه أن يغلقوا كل المنافذ نحو الشباك، وكل الطرق السعودية التي سعى بيرت مارفيك ولاعبوه لشقها نحو "روسيا 2018"، خصوصاً في ظل السلبية الهجومية التي كان عليها "الأخضر" الذي افتقد كثيرًا لخدمات لاعب بإمكانات وسرعة الغائب للإصابة فهد المولد، لكن "الصقور الخضراء" استطاعوا في نهاية الأمر أن يواصلوا تحليقهم في طريقهم للأراضي الروسية!. اللوحة الجميلة التي رسمها الجمهور السعودي في الملعب كان لابد أن تكتمل بانتصارٍ مهم وحاسم قبل المواجهة الأهم والأصعب أمام "الكنغر الأسترالي" في الثامن من يونيو المقبل، بعد فوز الأخير على الإمارات 2-صفر، وتمسكه بآماله في سباق التأهل للمونديال المقبل، إضافةً لخطف المنتخب الياباني للصدارة بفارق الأهداف التي مزق بها شباك المنتخب التايلندي. أجمل ما في الانتصار، وأجمل ما في «الأخضر» الجديد؛ هو استمرارية الانتصارات، وتجاوز كل الصعوبات، من دون اعتبار للغيابات، غاب أسامة هوساوي أمام تايلند فحضر معتز، وغاب ناصر الشمراني فحضر السهلاوي، وغاب المولد فحضر العابد، وغاب نواف عن التسجيل فحضر يحيى، وسط استمرارية التألق من سلمان الفرج وعبدالملك الخيبري وتيسير الجاسم وعمر هوساوي، وما يحسب للهولندي مارفيك هو قدرته العجيبة على إعادة وهج لاعبين اختفى وهجهم وقل عطاؤهم مع أنديتهم، كما فعل مع عبدالملك الخيبري ويحيى الشهري!. ألف مبروك هذا الانتصار الثمين للمنتخب السعودي، والمستقبل أفضل بإذن الله، لنشاهد «الصقور الخضر» في المسرح العالمي من جديد، بعد غياب طال أمده، ولنردد معًا حين يرتفع العلم السعودي في موسكو: تحيا السعودية .. يحيا الأخضر!.