كما أن للألوان تأثيرها الساحر الذي يؤثر في من يراها فعلى سبيل المثال اللون الأصفر يثير الهمة ويريح العين والأحمر ينبه العقل والأزرق يوحي بالاسترخاء فاني أعتقد أن للوظيفة التأثير نفسه على الموظف فينعكس ذلك على سلوكه ونفسيته وبالتالي قد يؤثر ذلك سلبا أو ايجابا حسب طبيعة ونوع المهنة فقد حاصرتني أسئلة كثيرة عما إذا كانت الوظيفة مؤثرة فعلا على الشخصية ونفسية الموظف؟ وهل ينعكس ذلك على من حوله؟ وهل يستطيع الموظف إيقاف ذلك التأثير أو بعضه؟ وكيف يمكنه ذلك؟ فكل مهنة لها أ داء مختلف ووسيلة مختلفة . فالأرجح كما يبدو أن الوظيفة قد تكون مؤثرة في الغالب على سلوك الموظف وعلاقاته الإنسانية والحرفة تفرض نفسها وتروض الموظف على صفات وسلوكيات جديدة فالحلاق مثلا يبدو أنيقا حريصا على النظافة وحسن الهندام وكذلك موظف العلاقات العامة ويبدو المزارع بسيطا يميل إلى الفطرة أكثر محبا للتراب طيب القلب مكافح ومحب للطبيعة والمسرحي يبدو فكاهيا متعدد المواهب جالبا للمرح لمن حوله ونجد الكتاب والإعلاميين يفكرون ويجلبون الإبداع وهم صابرون لأن الكاتب يجلس على كرسي مكتبه يعد الفكرة ويصيغها، وهو سريع التوتر ويكلفه ذلك شطب كثير من الأوراق وشرب عدد من فناجين القهوة والشاي وكأنه في حالة طوارئ وقد يكون الزواج من محام احترف المرافعة في المحاكم وهو ذو تجربة خاصة لأنه قد يجعل من بيته مسرحا للمحاسبة لأقل خطأ فيتسم المحامي بقوة الشخصية والضبط ويبدو أصدقاء وأولاد المحاسب القانوني في صراع نفسي دائم لأنه حريص على كل التفاصيل المالية وأدق التفاصيل وقد يكون حريصا على معرفة ماصرف وهو اقتصادي جدا فينقلب من محاسب قانوني إلى محاسب على غيره فيرهقهم والسياف يبدو كالصقر ذي شخصية مهيبة وتركيز عال وقوة بأس وأعصابه كالحديد وغير مبال في الغالب لأنه يتسم بالشجاعة ولو لاحظنا مربي القردة مثلا وأبطال السرك نجدهم في منتهى خفة الدم والدعابة مضفين جوا مرحا لمن حولهم يتمتعون بحركات ضاحكة والرياضيون يتمتعون بنشاط عال وهمة عالية والمذيعون يبدون أنيقين لبقين في الحديث في يقظة دائمة أما الطبيب والممرض اللذان قضيا وقتا طويلا في المستشفى يهتمان بالمرضى ويعالجونهم فيبدوان لطيفان صابران وعاطفتهما جياشة مثل الشعراء والسائق يبدو أنه يتمتع بصبر جميل وبال طويل وقدرة على التكيف في أي مجتمع يمازح هذا ويتجاذب أطراف الحديث مع ذلك أما الطباخون فلهم اهتمامات في ما لذّ وطاب من الطعام وهم بذلك يشاركون شريكات حياتهم في إعداد الأكل والاهتمام بأنواع الطعام وتزيينه وكذلك يتميزون بخفة الدم أما بائع الزهور فيتمتع برومانسية عالية وعاطفة تجاه الأمور أما رواد الفضاء والطيارون فيتسمون بالشموخ لأنهم يصعدون إلى السماء وخيالهم واسع ولديهم نشاط عال أما الجزار الذي يقطع اللحم ويذبح الذبيحة فيتمتع بشخصية فولاذية وقد ترتعد منه خوفا أما العاملون في الأثار فعندهم روح الاستكشاف للأمور والمغامرة فالمتاحف والآثار تجعل الحياة رائعة فهل جدير بالموظف أن يخلع ثوب الوظيفة لو آثرت الوظيفة فيه سلبا ويعود إلى فطرته الجميلة وينسى تلك المؤثرات حتى لا يؤثر سلبا على محبيه وأهل بيته وذويه وهذا يستلزم قوة هائلة في ضبط النفس وترويضها وعليهم أن ينظروا للحياة بعيون ومشاعر جديدة إذا كانت الوظيفة تؤثر سلبا على سلوكه حتى لاتكون الوظيفة سببا لتعاستهم وتعاسة من يخالطونهم.