بدأت إمدادات معمل غاز واسط الواقع شمال الجبيل، والذي يعد أكبر معامل معالجة الغاز على اليابسة بالمملكة تشق طريقها لتلبية الاحتياج المحلي المتنامي من الغاز لقطاعات التحلية والكهرباء والبتروكيماويات وغيرها بطاقة معالجة قصوى تبلغ 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز غير المصاحب الواردة من حقلي العربية والحصبة المغمورين في مياه الخليج، وبتكاليف إنشائية للمعمل تقدر بنحو 9.375 مليار ريال وبنسبة سعودة 100% في كافة القطاعات الهندسية، وتشمل مهندسي الكيمياء والميكانيكا والكهرباء ومختصي الأجهزة والمعدات. وأبرمت شركة معادن عقود شراء الكبريت من واسط كمتعاقد رئيس ونقله إلى مدينة رأس الخير عبر خطوط السكك الحديدية، في حين ينتج المعمل 1.75 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز المخصص للبيع من الميثان وضخها إلى شبكة الغاز الرئيسة، و4800 طن متري يوميًا من الكبريت المذاب لتوفير إمدادات الغاز الطبيعي إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه التي تلبي احتياجات المملكة من الكهرباء والمياه في القطاعين الصناعي والسكني. ويعالج معمل واسط أيضاً 250 ألف برميل زيت يوميًا لإنتاج أنواع متعددة من اللقيم منها الإيثان والبروبان والبوتان والبنزين الطبيعي للقطاع الصناعي للبتروكيميائيات. ومن المخطط أن ينفرد هذا المعمل العملاق في رفع طاقة معالجة الغاز في المملكة بنسبة 20%، في وقت يتطلع الصناعيون لوفورات الغاز الطبيعي من واسط واستخدامه لقيمًا مهمًا لصناعة البتروكيميائيات في المملكة لتوفير مواد خام أساسية وتحويلها إلى منتجات عالية القيمة. ونجحت شركة أرامكو السعودية ضمن تعمقها في التنقيب في مياه الخليج العربي بحثًا عن حقول الغاز الطبيعي لتزويد معمل الغاز في واسط، باكتشاف حقلين رئيسين للغاز غير المصاحب تشمل حقل الحصباة الذي يضم سبع منصات أحادية الآبار، وحقل العربية الذي يضم ستة آبار حيث من المخطط أن يزود هذان الحقلان معًا معمل الغاز في واسط بإجمالي 2.6 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز غير المصاحب، بواقع 1.3 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من كل حقل على حدة. وما يعزز منافسة المعمل في إنتاجه احتواؤه مرافق ضخمة تشمل أربع وحدات لمعالجة الغاز وتجزئة سوائل الغاز الطبيعي وأربع وحدات للإنتاج المزدوج للكهرباء والبخار بطاقة 750 ميغاواط من الكهرباء التي تفي بحاجة المعمل وتحويل أكثر من 600 ميغاواط إلى معامل أخرى تابعة لأرامكو عبر شبكة الكهرباء السعودية، في وقت تؤدي محطة الإنتاج المشترك في معمل الغاز في واسط دوراً استراتيجياً في تحويل حرارة نفايات معمل الغاز إلى بخار وحرق كميات أقل من الوقود. وبهر المتابعون العالميون في شؤون النفط والغاز ضخامة الأعمال الإنشائية في تشييد المعمل الذي استخدم في بناء أساسات بنيته التحتية 350 ألف متر مكعب من الخرسانة، وهي تفوق ما تم استخدامه في بناء جسر الملك فهد الذي يربط المنطقة الشرقية بمملكة البحرين الذي استهلك 232 ألف متر مكعب، فيما بلغت كمية الفولاذ المستخدمة سبعة أضعاف الكمية المستخدمة في بناء برج "إيفل" في باريس، في حين بلغ إجمالي أطوال مجموعة الأنابيب المستخدمة في المشروع 700 كم، بينما بلغ إجمالي طول الأسلاك المستخدمة ثلاثة أضعاف المسافة بين مدينتي الدماموجدة ذهابا وعودة.