من ظلال النخيل الفارعة تقدم الفتح يشق طريقه نحو التاريخ قبل نحو خمسة أعوام، واستطاع تحقيق لقب الدوري السعودي لأول مرة في تاريخه، تردت أوضاعه الفنية بعد ذلك كثيراً حتى وجد نفسه العام الحالي أحد المهددين بالهبوط، قبل ذلك كان الفريق الموسم الماضي قد اختتم موسمه بمركز دافئ، لكن عقوبة إدارية صدرت بحق نادي الاتحاد خدمت النادي الأحسائي، فقادته للمشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا ولكن بعد تخطي عقبة الدور التمهيدي ليصل إلى المجموعات. الكثير لم يكن واثقاً أن الفتح الذي يستميت محلياً ليثبت أقدامه بين الكبار سيكون قادراً على هزيمة ناساف كارشي الأوزبكي، لكن الإنجاز وجه مألوف على ملعب الأمير عبدالله بن جلوي فاستطاع "أزرق الشرقية" أن يقصي منافسه الأوزبكي ويصل إلى دور المجموعات، مباراته الأولى خسر نقاطها أمام استقلال خوزستان الإيراني في الدقائق الأخيرة 1-صفر، وفي مباراته الثانية تعادل 2-2 أمام لخويا القطري بعد أن كان متقدماً حتى الدقائق الأخيرة، وفي مباراته استطاع خطف النقاط الثلاث من أمام الجزيرة الإمارتي 3-1 لينعش حظوظه آسيوياً ويفتح أحلام الوصول إلى الدور المقبل. الفتح أمامه ثلاث مباريات آسيوية، مركزه ثالث المجموعة برصيد أربع نقاط، آماله في الوصول للدور المقبل قائمةً بين يديه، خروجه من المجموعة بإحدى بطاقات التأهل سيكون منجزاً جديداً يضاف إلى سجلاته، وتحدٍ جديد لأبناء الأحساء على الرغم من صعوبته، في الموسم الجاري يشابه ليستر سيتي الإنجليزي كثيراً حال الفتح، الفريق محلياً ينافس على البقاء في "البريمرليغ" موسماً إضافياً، لكنه وحيداً يحمل لواء الكرة الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا، الأمر لن يكون سهلاً إطلاقاً أمام التونسي فتحي الجبال وفريقه لكنه ليس مستحيلاً، فالفريق يظهر روحاً مختلفة حينما يتعلق الأمر بمباريات دوري أبطال آسيا مما يعني أنه قادر على تحقيق الإنجاز وخطف إحدى بطاقات التأهل للدور المقبل. محلياً.. تنتظر الفتح خمس مباريات ثلاثٌ منها أمام منافسيه على الهبوط فسيستضيف الباطن في ملعبه ثم يحل ضيفاً على الوحدة في مكة والجولة قبل الأخيرة ينتظر الخليج في الأحساء إلى جانب مباراتين أمام القادسية والاتحاد، في نصف الموسم الأخير يقف الفتح على جبهتين متضادتين الأولى البحث عن تحقيق منجز قاري وخطف بطاقة التأهل للدور القادم في دوري أبطال آسيا، والجبهة الأخرى الهروب من الإخفاق فيما لو هبط بطل الدوري السعودي إلى غياهب الدرجة الأولى.