أصدر الدكتور محمد بن ناهض القويز ديواناً صغيراً في حجمه، كبيراً في إبداعه ورمزه.. مزدانا بلوحات تشكيلية للفنان إبراهيم النغيثر كأنما ترمز لمراحل الملحمة (33) لوحة استغرق فناننا سنتين في تشكيلها تكاملاً مع الملحمة الشعرية التي تُعتبر قصيدةً ذات وحدة موضوعية تندر في موروثنا الشعري.. وقد قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - عن هذه القصيدة: (قصيدة عجيبة لم أسمع بمثلها لا في القديم ولا الحديث ولا المترجم. هذه القصيدة لا بد أن تتحوّل إلى عمل مسرحي أو تلفزيوني.) قلت: وأتمنى تحقيق رغبة سموه، فتزدان مسارحنا بهذه الملحمة الراقية. ودُهشت الدكتورة نادية رشاد لحدّ الارتجاف وهي تقرأ الملحمة فكتبت: (كنت أرتجف وأنا أقرأ النص، لا شك أن الجزيرة العربية منبع الإعجاز على مرّ العصور.) وقال المخرج عصام السيد:( هذا عمل متكامل لا يحتاج إلى إضافات ويجب أن يخرج كما هو.) قلت: والملحمة تضغط تاريخ الأرض منذ بداية الخلق في كبسولة شاعرة ثائرة على العبودية والجريمة والإرهاب والفساد بصور إيحائية تكاد تنطق لعذوبة جرسها ورهافة حسّها ورفيف أجنحتها التي حلّقت على تاريخ الأرض الطويل من علّ فتماهت معه في إبداع شعري ساحر ولو حوّلت إلى مسرحية شعرية لكانت إضافة نوعية للمسرح العربي، والمسرح هو أبو الفنون.