(من مقدمة المترجم) "من الملاحظ أن هناك عددًا كبيرًا من كتب المقدمات لعلم اللسانيات باللغة الإنجليزية. وتتفاوت هذه المقدمات من جوانب كثيرة: فبعضها موجه لطلاب الدراسات العليا في اللسانيات، وبعضها موجه للقارئ غير المتخصص، وبعض آخر موجه لطلاب اللسانيات في المرحلة الجامعية الأولى. ومن الملاحظ كذلك أن هذه المقدمات تعاد طباعتها دائما ويدخل عليها كثير من التعديلات والإضافات التي تأخذ في حسبانها التطورات المتلاحقة في الأبحاث اللسانية. وفي مقابل هذا الغنى المتدفق من كتب المقدمات للسانيات في اللغة الإنجليزية تفتقر المكتبة العربية إلى الحد الأدنى من الكتب التي تصلح أن تكون مقدمات للسانيات في الجامعات العربية. ويلاحظ أن الجيل الأول من المتخصصين في اللسانيات بادروا إلى وضع ما يمكن أن يعد مقدمات للسانيات. لكن تلك الكتب بقيت على حالها الذي بدأت به. ويغلب عليها طابع المدرسة الوصفية التي تتلمذ عليها أولئك الرواد. فهناك حاجة قائمة إذن لكتاب يقدم الأفكار الأساسية في اللسانيات للطلاب على مستوى الدراسة الجامعية الأولى والدراسات العليا على السواء. ومن هنا فقد اخترت كتاب اللساني الأميركي جورج يول "دراسة اللغة" لأترجمه ليكون مفتاحًا يمكن أن يُبنى عليه في نشر الأفكار العلمية اللسانية المعاصرة في الجامعات العربية. ويتميز هذا الكتاب بتناوله - في عشرين فصلاً - معظم الجوانب التي تتناولها اللسانيات. ويمثل ذلك أن الفصول العشرة الأولى تتناول دراسة اللغة لذاتها - كما يقول دي سوسير - أي إنها تعرض الخطوط العامة للدراسة اللسانية المتعلقة بالأنظمة اللغوية المحض. أما الفصول العشرة التالية فتتصل بكثير من الجوانب التي تتعلق بدراسة اللغة وصلتها بالاهتمامات الأخرى" (من مقدمة المؤلف) "حاولت في كتاب "دراسة اللغة" أن أقدم مسحًا مستقصيًا لما يُعرف عن اللغة والمناهج التي يستخدمها اللسانيون للوصول إلى تلك المعرفة. وقد جدَّ عدد كبير من التطورات في دراسة اللغة خلال العقدين الماضيين، ومع هذا لا تزال الحقيقة الدائمة تتمثل في أن أيَّ متكلم فرد لأية لغة يمتلك معرفة مفصَّلة "غير واعية" لكيفية عمل اللغة أكثر مما أمكن لأي لساني وصفه حتى الآن. وتبعًا لذلك، وفيما أنت تقرأ الفصول التالية - أيها القارئ الكريم- حاول أن تنظر نظرة نقدية لكفاءة أنواع الوصف والتحليلات والتعميمات بمحاكمتها في ضوء حدسك عن الكيفية التي تعمل بها اللغة. وينبغي أن تشعر عند نهاية الكتاب أنك أصبحت أكثر معرفةً بالبنية الداخلية للغة (أي: شكلها)، واستخداماتها المتعددة في حياة الإنسان (أي: وظيفتها)، بالإضافة إلى أن تكون أكثر استعدادًا لتثير مزيدًا من أنواع الأسئلة التي يثيرها اللسانيون المتخصصون حين يقومون بأبحاثهم"