يمتد التعاون بين "سابك" والصين لأكثر من 30 عاماً، لعبت خلالها الشركة دوراً محورياً في نهضة تلك الدولة التي يمتد تأثيرها الاقتصادي اليوم في جميع مناطق العالم، وبناءً على هذا الإرث الطويل من النجاح المتواصل، يبرز حالياً مستوى جديد من العلاقة يحمل معه بوادر تعاون من نوع جديد، يطمح الطرفان إلى الوصول من خلاله إلى آفاق جديدة في علاقتهما. لم يعد الأمر يقتصر على تزويد السوق في الصين بالمواد والمنتجات الأساسية التي يحتاجها لدفع عملية النمو إلى الأمام، بل حدثت تحولات كبرى في العلاقة بين "سابك" وهذا السوق العملاق، جعلت من شركة سابك شريكاً مهماً يقوم بتصنيع منتجات تسهم في نقل الصناعة في الصين إلى آفاق عالية الجودة. مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ التي تسمى "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" والتي أطلقها عام 2013م، شكلت خارطة الطريق التي تسعى من خلالها الصين إلى إيجاد آلية لربط الدول الآسيوية والأوروبية والأفريقية بين بعضها البعض وتعزيز تعاونها المشترك، لنقل ما حققته الصين من نجاحات اقتصادية، وما اكتسبته من خبرات تنموية إلى البلدان الأخرى في سياق التمويل والدعم الصينيين، تلك المبادرة دخلت حيز التطبيق لتفتح آفاق جديدة للتعاون بين "سابك" والسوق الصيني. ثم جاءت رؤية المملكة 2030 التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– في عام 2016م، لتعزز سلسلة التعاون التكاملي بين البلدين، وتتجه به نحو آفاق جديدة. "سابك" الشركة التي تخطت تحديات كبيرة عبر تاريخها الممتد لأكثر من 40 عاماً، تسعى لتعزيز دورها المحوري في تنفيذ رؤى قيادتي البلدين، وهذا ليس بغريب على "سابك"، التي تطمح بأن تصبح الشركة العالمية المفضلة في مجال الكيماويات، من خلال تنفيذ استراتيجيتها للعام 2025م، حين تركز أكثر على الأسواق وتقترب من الزبائن بشكل أكبر. إن مكاتب مبيعات "سابك" المنتشرة في 11 مدينة صينية، ومواقعها التصنيعية الثلاثة ومشروعها المشترك مع شركة "ساينوبك"، ومركزها التقني في شنغهاي، والتي توظف جميعها 1.300 موظف، تشكل قاعدة مناسبة للبناء عليها، ومع خطط الشركة التوسعية تستطيع "سابك" تزويد السوق الصيني بأكثر من سبعة ملايين طن سنوياً من المواد الكيماوية. وتمثل أعمال "سابك" في الصين 56 في المئة من حجم أعمال الشركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما تمثل نسبة 15 في المئة من حجم أعمالها على المستوى العالمي، وتخدم منتجات الشركة قطاعات متعددة في الصين تشمل التغليف، والبناء، والإلكترونيات الاستهلاكية، والرعاية الصحية، والسيارات والنقل العام، وغيرها. وقد دشنت الشركة عام 2009م مركز أبحاث في شنغهاي بتكلفة 100 مليون دولار، نظرا لأهمية السوق الصيني لأعمال "سابك"، كما أن الشركة تدرس تأسيس مشروع مشترك مع شركة شينهوا نينغشيا الصينية، يهدف إلى تحويل الفحم إلى كيماويات، وذلك ضمن سعي "سابك" الحثيث لتنويع مصادر اللقيم الذي تحتاجه في عمليات التصنيعية. مصنع الشركة في تيانجين