كانت كأسا اتحادية خالصة أفرحت عشاق "العميد" وأسعدت المحايدين في الوسط الرياضي السعودي، أقول أسعدت غير الاتحاديين لأنه اتحاد التاريخ والمدرج والظروف القاهرة التي يمر بها أقدم وأعرق ناد سعودي، فلا أبالغ إذا قلت لو أن التحديات التي واجهته، واجهت أي ناد آخر لما عاد إلى منصات التتويج خلال الأعوام العشرة المقبلة على الأقل. من يصدق أن النادي الذي تعادل ديونه عشرة أضعاف دخله يحصد أولى بطولات الموسم وينافس على الدوري مقدما مستويات مبهرة أطربت الجميع، من يصدق أن النادي الذي رحل رئيسه قبل بداية الموسم واعتزل جيله الذهبي من النجوم الذين اعتلوا على قمة آسيا سيفرض حضوره بشبابه الجدد بكل هذه القوة؟. فوز "العميد" بكأس ولي العهد جاء ببساطة لأن الاتحاديين وفروا المكونات البسيطة للطبخة، وهي: لاعبون سعوديون لديهم الروح، مدرب جيد لا أحد يتدخل في عمله، مع لاعبين أجانب مؤثرين، وبالطبع يقف خلف كل هؤلاء مدرج هو الأميز بين مدرجات الأندية السعودية. هذه المكونات نستطيع أن نقول عنها السهل الممتنع، ليس من الصعب تحقيقها، لكن القليل من أنديتنا من ينجح في توفيرها. ويمكننا أن نضرب مثالا شاخصا بالطرف الآخر في النهائي النصر، إذ لم يوفر القائمون عليه أي عنصر من هذه المكونات إذا ما استثنينا المدرج، فروح اللاعبين يبدو أنها ليست على ما يرام وهم يرون أن خطط الفريق وتشكيلته تبني ليرفع القائد الأربعيني الكأس، كما يبدو أن المدرب ليس صاحب القرار الأوحد فيما يخص الجوانب الفنية، إضافة إلى أن اللاعبين الأجانب لا يقدمون الإضافة عدا المدافع برونو ايفوني. تحقيق هذه البطولة للاتحاديين هي جزء من حل أزمات "العميد" لكنها ليست الحل النهائي لكل أزماته، هي مؤشر على أنه متى وجد أبسط مقومات النجاح فهو قادر على إسعاد محبيه بأعدادهم الغفيرة، لذا نتمنى أن يكون للخصخصة دور في إيجاد مخرج لهذا النادي التسعيني من أزمة الديون المقلقة. لا يمكن لأي منا أن يتخيل ساحة المنافسة تخلو من "العميد" و"العالمي" فهما ركيزتان مهمتان من ركائز الرياضة، والآن يعانيان من تبعات الإهمال الرقابي على عمل الإدارات التي عملت في الناديين، مما تسبب في كارثتي الديون عليهما على حد سواء. هذا الأسبوع ينبغي على الاتحاديين أن يحتلفوا بمنجزهم، ثم ينطلقون إلى خطوات جادة أخرى لمواجهة المزيد من التحديات التي نأمل أن تزول سريعا.. فهنيئا ل"عميدنا" ومبارك لجماهيره.