سنة دراسية جادة بالهمة والجد والنشاط وآمال جديدة يتوشحها المعلمون وطلابهم. هكذا هم بداية كل سنة وكل فصل دراسي ثم تبدأ الهمة بالتضاؤل والنشاط بالاندثار والآمال بالتشتت! *لماذا يا ترى؟ هل هو لطول مدة دراسية أو لصعوبة دراسية أم ماذا؟ من المعروف أن طول المدة الدراسية من شأنه أن يفقد الحماس ويقلل الهمم، ولكن تم حل هذه الإشكالية بوضع إجازة عشرة أيام في كل فصل ناهيك عن الإجازة الفصلية بين الفصلين الأول والثاني وعليه لا يعتبر هذا من المشكلة. إذاً من أين هذا التقاعس وهذا الملل؟ إذا أخذنا بالاعتبار أن الطالب ليس بطارية لينتهي شحنه إلا أنه من المؤكد أنه يحتاج لطاقات إيجابية تدفعه ليتجدد ويعطي ويتأمل وفي كل ذلك سوف ينعكس على أستاذه ومعلميه الذين ستزداد طاقتهم كذلك في العطاء والجد والإبداع ما بقي تلامذتهم في طاقة عالية وهمة وإستجابة للدرس ولكن كيف يكون ذلك والملقي ينظر عند دخوله المدرسة لساعة الانصراف ملل في ملل ونحن لا نلوم هنا إلا من لام الدرس والتدريس ومن هنا يكون مربط الفرس والفارس المتحكم بشحن طلابه بالطاقة الإيجابية وبحسن التعلم هو الأستاذ بدليل أنه عند تطبيق درس نموذجي في إحدى المدارس يحرص المدرس على أساليب العرض والتشويق ويوزع منشورات وينظم الفصل ويشغل كل دقيقة في الحصة وبطريقة ذكية يخرج الملقي والمتلقي بمعلومة واستمتاع أثناء الدرس بل وقد يجد المعلم أن خمسة وأربعون دقيقة غير كافية لإتمام الحصة! درس نموذجي يستمتع به عدد من الطلاب ويحرم أخرون، درس نموذجي لخبط الجدول المدرسي، درس نموذجي يتم به تمثيل الكفاءة والتمكن والذي يحاول بجميع الطرق توصيل المعلومة للطلاب وعلى الجانب الآخر طلاب ينظرون بعين التعجب للمسرحية المختلقة وهم يعلمون أنه بسبب حضور الموجه أو المدير أو عدد من المعلمين ويتمنون لو كان الجدول كله درسا نموذجيا فلن تمحِ ذاكرتهم عنوان الدرس وطريقة العرض ولسان حالهم يقول: ألا ليت كل الجدول دروس نموذجية.