أما على الجانب الأهم في محور العملية التعليمية وهو (الطالب والطالبة) فمن المنتظر أن تسجل المدارس التعليمية غياباً ملحوظاً للطلاب والطالبات خلال الأيام الأولى من الدراسة نظراً لاختلال النظام اليومي للكثير منهم، فبرنامج النوم غير منتظم لديهم، كما أن البعض منهم قدم للتو من إجازته خارج مدينته التي يدرس فيها، إضافة إلى عدم اكتمال حقيبته الدراسية بلوازم المدرسة. وتظل عدم جاهزية الكثير من المدارس وانشغالها بأعمال الصيانة والنظافة والترميم عاملاً مشجعاً لغياب الدارسين عن مدارسهم، نظراً لترسخ هذه الفكرة في أذهان الطلاب والطالبات منذ أعوام دراسية مضت. ويعد (الجدول المدرسي) عاملاً آخر في تشجيع الدارسين على الغياب مجراء اختلاف المعلمين والمعلمات على عدد الحصص وعلى توزيع الأعمال اللاصفية وعلى الحصص الأخيرة المسندة إليهم من قبل إدارة المدرسة، فالكل منهم يطمح بجدول (مريح) طوال العام الدراسي وتظل هذه المشكلة قائمة خلال الأسبوع الأول وربما تصل حتى نهاية الأسبوع الثاني والفصول فارغة من المعلمين والمعلمات بسبب "لخبطة" الجدول الدراسي، ومما يزيد الوضع تأزماً حينما تتأخر الإدارة التعليمية في تغطية احتياجات المدارس بالمعلمين والمعلومات مما يجعل فصول تلك المدارس تظل فارغة لمدة طويلة بلا مدرسين أو مدرسات مما يؤثر تأثيراً واضحاً في اكتساب الدارسين للجوانب التعليمية والتربوية خلال هذه الفترة، كما ان تباطؤ الإدارات التعليمية في إصدار قرارات تكليف المديرين والوكلاء يشكل ظاهرة سلبية في انتظام سير العمل التربوي داخل أروقة تلك المدارس خلال الأيام الأولى من الدراسة. ويمارس بعض المعلمين والمعلمات أسلوباً يوحي للطلاب والطالبات بعدم الاهتمام بالأيام الأولى من الدراسة من خلال عبارات مسموعة أو من خلال مشاهدات محسوسة كالانصراف عن الشرح والحديث مع الطلاب والطالبات في جوانب غير تربوية أو تعليمية أو الجلوس دون عمل وغيرها من الإيحاءات التي تجعل الطالب والطالبة لا يكترثون بالأيام الأولى من الدراسة. وعلى الرغم من اهتمام وزارة التربية والتعليم بهذه المسألة من خلال التعاميم الوزارية التي تنص على عدم التساهل في غياب الطلاب والطالبات وعلى ضرورة اهتمام المعلم والمعلمة بحصص اليوم الدراسي إلا أن افتقاد اللوائح الصارمة جعلتها تقف عاجزة عن علاج تلك المشكلة حتى الآن. وتظل الصفوف الأولية الأكثر حضوراً لدى الطلاب والطالبات نظراً لاهتمام المنزل بجوانب النمو المعرفي لأبنائهم خلال هذه الفترة، كما أن تخصيص معلمين لتلك المرحلة من قبل الإدارات التعليمية جعلت الجدول المدرسي أكثر استقراراً، إضافة إلى كفاءة الكثير منهم لتدريس تلك المرحلة وشعورهم بالأمانة الملقاة على عاتقهم طوال العام الدراسي. ويدخل موضوع النقل المدرسي لا سيما للطالبات عاملاً مهماً في تعزيز الغياب لدى الكثير منهن خلال الأيام الأولى من الدراسة فالنقل المدرسي هذا العام تقوم به شركات أهلية في تجربة جديدة على المجتمع التربوي مما يجعله متردداً في قبول هذه الفكرة حتى تتضح الرؤيا كاملة لديه.