يندرج الاهمال الغذائي تحت الإهمال الصحي غير أنه ولضرورة الاهتمام بالغذاء من أجل طفل سليم فإنه من الأهمية ليتم التركيز علية وبشكل منفرد. ويجهل الكثير منا أهمية الغذاء الصحي، والذي هو يعني الغذاء المتوازن الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية المفيدة والضرورية لنمو الطفل، فمن مواصفات الغذاء المتوازن، أن يحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات والعناصر المعدنية والدهون والماء وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء، وأن يكون الغذاء الذي يتناوله الإنسان كافيا دون فرط أو نقص. لتحقيق النجاح والتفوق الدراسي والحفاظ على صحة وسلامة أبنائنا وبناتنا فإنه لا بد من التخطيط لوجبات مغذية وشهية ومتوازنة كأساس للتغذية الصحيحة وذلك باتباع نظام المجموعات أو الهرم الغذائي. ولا بد من مراقبة العلامات التي تعتبر من نتائج الإهمال الغذائي وأعراضه مثل نقص الحيوية والنشاط، وفقدان الشهية مما يؤدي إلى سوء الحالة الصحية، ونقص النمو وعدم اكتساب الوزن بالشكل الطبيعي إضافة إلى التأخر في المشي أو النطق قلق واضطراب وبكاء مستمر دون علة ظاهرة وكذلك عدم القدرة على النوم، والإسهال المتكرر والمقاومة للعلاج في أكثر الأحيان والأمراض الجلدية كالأكزيما والطفح الجلدي، وتسوس الأسنان، والسمنة المفرطة، وفقر الدم الذي يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة، والإصابة بالأمراض المزمنة كالسكري والسرطان وأمراض القلب وارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية مستقبل، وتكاثر الطفيليات في الجسم، ومنها الديدان في الأمعاء وأنواع الفطريات المختلفة التي تتكاثر على الجلد والأغشية المخاطية. وتؤثر التغذية على مستوى ذكاء وقدرة الطفل على التحصيل، بل الأكثر من ذلك أن تأثيرها يمتد إلى ما هو أبعد أثراً على الأم أثناء فترة الحمل، فالأم التي تتغذى بطريقة صحية تنجب طفلاً مستواه الذهني وقدراته التحصيلية والنفسية تكون أفضل بكثير من الأم التي تهمل في التغذية أثناء فترة الحمل؛ حيث تنجب طفلا أقل في هذه القدرات جميعها، بل أن التغذية السليمة للطفل لا تبدأ من مرحلة الولادة بل إنها تبدأ قبل الحمل حيث تنصح جميع النساء بأخذ حامض الفوليك والحديد قبل الحمل بأشهر وطوال فترة الحمل مع الغذاء المتوازن من أجل المحافظة على صحة الأم ونمو الجنين بشكل سليم، وكذلك ينصحن الحوامل بالتوقف عن التدخين حيث أن المدخنات عادة ما ينجبن أطفالاً يعانون من نقصان في الوزن بسبب تأثير التدخين على الدورة الدموية وعدم وصول الأوكسجين الكافي للطفل، وكذلك تنصح الأمهات اللواتي يعانين من داء السكري عند الحمل أو قبله بالمتابعة مع الطبيب طوال فترة الحمل كي ينجبن أطفالاً أصحاء بإذن الله.