التغذية السليمة تساعد الطفل على النمو السليم وعلى تنشيط الدماغ والدورة الدموية، وهي عملية لا تبدأ من مرحلة الولادة بل إنها تبدأ قبل الحمل، كيف ذلك؟ تبدأ العملية من مرحلة الإعداد للحمل الصحي فينصح الأطباء جميع النساء بأخذ حامض الفوليك والحديد قبل الحمل بأشهر والاستمرار طوال فترة الحمل، مع الحرص على تناول الغذاء المتوازن من أجل المحافظة على صحة الأم ونمو الجنين بشكل سليم. ويشدد الأطباء في الغرب وبعض دول الشرق الأوسط على ضرورة أن تتوقف المرأة الحامل عن التدخين حيث أن المدخنات عادة ما ينجبن أطفالاً يعانون من نقصان في الوزن بسبب تأثير التدخين على الدورة الدموية وعدم وصول الأوكسجين الكافي للطفل، وكذلك الأمهات اللائي يعانين من داء السكري عند الحمل أو قبله يجب عليهن المتابعة مع الطبيب طوال فترة الحمل كي ينجبن أطفالاً أصحاء بإذن الله. تعتقد بعض الأمهات أن كثرة الطعام مهم جداً للأطفال بغض النظر عن نوعية هذا الطعام ومحتوياته وفوائده الغذائية، كما وتعتقد الأم أن ذلك سيزيد من وزن طفلها حتى ينمو جيداً، لكن الحقيقة أن الذي يحصل هو أن الطفل يصاب بالسمنة ويؤدي به الأمر إلى المعاناة طوال فترة الطفولة والمراهقة من التعليقات الساخرة والاستهزاء، وعندها يكون معرضاً للإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط وزيادة الكوليسترول وغيرها. وقد أثبتت جميع الدراسات والبحوث أن الرضاعة الطبيعية هي الطريقة الأفضل لتقديم الغذاء للطفل على نحو صحي وسليم، ونحن كمجتمع اسلامي محافظ ندرك أهمية قول الله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)، لذلك ندرك ما تحدثت عنه هذه الدراسات، وما قامت به الدراسات هو كشفها عما يتميز به حليب الأم وهي عدة أمور هامة منها: أن حليب الأم معقم طبيعياً. وغنيّ بالفيتامينات والعناصر الغذائية. ودائماً ما تكون درجة حرارته مثالية ومناسبة للطفل. يحتوي على الكثير من الأجسام المضادة التي تكون للطفل مناعة ضد الأمراض. حليب الأم لا يسبب أي حساسية للطفل. حليب الأم لا يحتاج لتحضير وعمليات لإعداده فهو جاهز وطازج دائماً للطفل. وعلمياً يؤكد كثير من الباحثين على أنه يمكن القول بأن حليب الأم هو الغذاء الأمثل للطفل منذ لحظة ولادته وحتى بلوغه الشهر السادس، وذلك لأن الحليب الأول (اللبأ) والذي هو حليب غني بالمواد الغذائية والمواد الخاصة، ويفرزه الثديان بعد الولادة مباشرة وهو مادة صفراء غنية بالمواد الغذائية الواقية المفيدة للطفل في هذا العمر، ولذلك ينصح العلماء جميع الأمهات بالرضاعة الطبيعية في الستة أشهر الأولى، والبدء بتقديم أغذية الفطام من الشهر السادس مع مراعاة الاستمرار في الرضاعة الطبيعية. من الممارسات الخاطئة استخدام حليب الأطفال الجاهز وأغذية الفطام المعلبة وتقديمها للطفل في سن مبكرة مما يؤدي إلى تراجع الرضاعة الطبيعية وظهور أعراض اضطربات التغذية على الأطفال كالإسهال والإمساك والهزال أو السمنة المفرطة، ومن المهم أن تتابع الأم نمو طفلها مع الطبيب في الأشهر الأولى وبعد مرحلة الفطام. وحسب الدراسات فإن هناك صلة بين نوع الغذاء الذي تتناوله الأم وكمية العناصر المتواجدة في الحليب خصوصاً الفيتامينات لذلك يجب على الأم الاستمرار في تناول غذاء صحي متوازن لتحصل على العناصر الغذائية المفيدة لها وللطفل. فعلى الأم الإكثار من تناول الفواكه والخضار والسوائل بمختلف أنواعها وخاصة الحليب مع الحرص على تناول الوجبات الثلاث ووجبات خفيفة بينها، مع الابتعاد عن المنبهات والمأكولات الحارة والتوابل التي من الممكن أن تسبب الغازات للأم. بعض النصائح المهمة للأمهات: حليب الأم كاف لتوفير جميع ما يحتاجه الطفل من العناصر الغذائية والماء إلى عمر الستة أشهر. يجب عدم تقديم الحليب الصناعي مع الرضاعة، حيث إن ذلك يصعّب على الطفل تناول الحليب من حلمة الثدي بشكل طبيعي من جديد. كلما رضع الطفل من الثدي كلما زادت كمية الحليب لدى الأم. يجب التأكد من أن وضع الطفل صحيح أثناء الرضاعة. عند بدء تقديم أطعمة الفطام للطفل، على الأم البدء بنوع واحد من الطعام في الأسبوع الأول. يُفضل ألا يُجبر الطفل على تناول كميات كبيرة من الأكل. الأغذية الطازجة دائماً هي الأفضل. عند طبخ الطعام للطفل يفضل ان يتم ذلك بأقل قدر من الماء. لا حاجة إلى إضافة السكر أو الملح أو البهارات إلى أطعمة الأطفال لأن الأطفال لا يحتاجونها في هذه السن. يجب الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى في حال تم تقديم أغذية أخرى للطفل. يمكن البدء بإضافة اللحوم والبقوليات في الوجبات الغذائة للطفل وذلك عند الشهر السادس. فعليك عزيزتي الأم الاهتمام بتحضير الحياة الصحية المناسبة لطفلك وذلك من مرحلة ما قبل الحمل بأن تقومي بالفحوصات اللازمة والحصول على النصائح المناسبة بالتشاور مع طبيب الأسرة وبعد ذلك مراعة طفلك من خلال الرضاعة السليمة والصحية ومتابعته بعد الفطام ونتمنى لك ولطفلك صحة جيدة بإذن الله تعالى.