قد يعتقد البعض أن أي مسؤولية تتوقف عند رأس الهرم، أو صانع القرار، وخلاصة هذه الرؤية القاصرة أن الهموم الخاصة بالوطن أو الأمة لا تعني الأفراد بقدر ما تعني الجميع. في العالمين العربي والإسلامي تحديداً تبرز تحديات كبيرة لا يمكن لمؤسسات الحكم وحدها مواجهتها دون مشاركة الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني، فملف مهم مثل إبراز الصورة الصحيحة للإسلام الذي يتعرض لحملات تشويه ممنهجة لا يمكن تفعيله دون مشاركة جميع المسلمين ومؤسساتهم على مختلف مستوياتها. فمن العامل البسيط إلى أستاذ الجامعة مروراً بالمعلم والمهندس ورجل الأعمال وغيرهم .. تنبعث الرمزية وتتشكل من تصرفاتهم الصورة النمطية، ولا يعني هذا في أي حال من الأحوال التقليل من دور المؤسسات الرسمية التي تؤطر هذه الممارسات وتفعل الأدوار وتغرس القيم الصحيحة من خلال مناهج التعليم، وتصحح مسار الجانحين من أبناء الأمة إلى الطريق القويم. ومع هذا الملف تتقاطع ملفات مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان وغيرها من العناوين العريضة التي وجد أعداء الإسلام في تصرفات البعض تجاهها منافذ للتسلل منها لتشويه صورة الدين ونسف تاريخ طويل من حضارة صنعها المسلمون وعكس الحقائق بإظهارهم بمظهر التخلف والوحشية. استشعار هذه المسؤولية شأن عام وخاص في آن واحد، فعلى كل مسلم تقع المسؤولية، فهو من يسافر ويختلط بالآخرين، وهو من يتعامل مع الغير في التجارة والدراسة، والسياحة وبقية شؤون الحياة، وبعيداً عن شعارات ترفع ونظريات توضع يجب التوقف والتأمل في حقيقة الإسلام كرسالة عالمية لا تقتصر على جنس معين أو لون معين، والعمل من خلال هذه الرسالة على وحدة الأمة ونهضتها وتحقيق أولوياتها، وإن لم يكن بالإمكان تغيير العالم -وهي حقيقة لا جدال فيها- فليكن دورنا جميعاً حماية هذا الدين من تصرفاتنا التي قد تكون في بعض الأحوال -لا قدر الله- سلاحاً في أيدي أعدائنا.