من يتابع ما يطرح في تويتر سواء من بعض المغردين، أو عبر بعض الهاشتاقات عن برامج الترفيه في بلادنا يعتقد أننا نمنا وقمنا على إشراقة الصباح وقد تمت إحاطة منازلنا ومدارسنا ومساجدنا بمراقص وملاهٍ وبكل ما يخالف ثوابت ديننا الإسلامي الحنيف وبما لا يتسق مع نظام الحكم المنطلق من الشريعة الإسلامية في كل نصوصه. فقط أتساءل عن مئات الآلاف التي تسبب ازدحاما على جسر الملك فهد راحلين للبحرين، ومئات الآلاف المغادرين لدبي والمؤكد أن من يشدون الرحال لبلاد الغرب والشرق صيفا وشتاء يدخلون في ذات المربع.. هؤلاء وغيرهم من الراغبين في السفر هل هم سعوديون وعن ماذا يبحثون؟ ملايين من الرجال والنساء والأطفال هل يخرجون من ملتهم بمجرد تجاوزهم حدود بلادنا؟ هل خوفنا من الله وحسن عبادته مرتبط بجغرافية أم هو أعمق وأكبر من ذلك؟ برامج الترفيه المعمول بها في بعض المدن ليست إجبارية ولا يعاقب تاركها، بل هي نشاط ترفيهي بريء متاح للجميع بعضه مجاني وبعضه برسوم، وبعضه رسومه مبالغ فيها لدرجة أن تلك الأنشطة لن تكون إلا للنخبة القادرة على دفع الآلاف، الترفيه جزء من ثقافة عامة تعزز حب الحياة وتدخل في ترميم النفوس المرهقة من العمل والمثقلة بهموم الحياة، بعض رافضي الترفيه هنا هم رواده خارج البلاد، بل إن بعضهم لا يخجل بنقل أخبار رحلاته مدعومة بالصور في كافة حساباته عبر الشبكة العنكبوتية، وفي حال عودته يطالب الدولة بحراسة القيم والخصوصية لبلاد الحرمين؟ ثقافة الوصاية مازالت تتحكم في فكر كثير منا، لا بد من الإيمان بإتاحة الحقوق أمام الجميع واحترام فردية الإنسان باتخاذ قراراته وتحمل تبعاتها على ألا يمس ذلك حريات الآخرين مازال غائبا عن كثير منا، لك أن ترفض الترفيه ولك ألا تذهب لأي نشاط عام لا يتوافق مع ميولك أو قناعاتك، ولكن ليس من حقك التحريض على مؤسسات الدولة أو تكفير فاعله، فجميعنا يعلم يقينا أن تلك الفعاليات أقيمت تحت مظلة رسمية، بل ويعاقب من يتجاوز الضوابط.. وقد حصل ذلك في أحد الأنشطة. ثقافة الترفيه في مجتمعنا داخل جغرافية الوطن ثقافة غائبة، علما أننا كسياح نمثل ثقلا مهما ورئيسا في تخطيط الفعاليات الترفيهية لدول الجوار، بل إن بعض جيراننا ينظمون المهرجانات ونوع الفعاليات حسب إجازاتنا المدرسية؟ كما أنهم يستخدمون الفنانين السعوديين لاجتذاب السائح السعودي؟ الترفيه حق للإنسان، والتحريض على الدولة خروج عن النظام، لم يكن ترفيهنا بدعة بل عيبه أنه جاء متأخرا بعد أن اعتقد بعضنا أننا مجتمع لا يستحق الفرح.. لا بد أن يعلم الجميع أننا مجتمع طبيعي يعبد الله بصدق في حله وترحاله، ويحب الحياة وينتمي لسائر البشرية.. وهي تشبه مقاومة بعضهم الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى واليوم يتنافس رافضو الأمس بحوامات الأطفال الأحياء.