يطمح الكثير من المعلمين والتربويين اليوم بأن يصبحوا مثالا يُحتذى به وقدوة ُيُقتدى بها في الميدان التربوي. فالكثير منهم يسعى جاهداً لتولي منصب المشرف التربوي ظنآ منهم أن الإشراف قيادة نظرية تقتصر على التوجيه دون عبء قيادة تسلطية ورصد لأخطاء المعلم، مما تجعله عبء ثقيلا على المعلم . للأسف هذا هو المفهوم السائد اليوم عند الكثير لمعنى مشرف تربوي متناسين أن الإشراف والتعليم عملية ارتقاء ومساندة، وأنهما يقومان بتأدية نفس الرسالة التربوية، وأن المشرف والمعلم يلتقيان في نفس المركب، وأن عملية الإشراف هي عملية تفاعلية بينهما عندما تتحقق النظرة الشمولية للعملية الإشرافية بجانبيها الفني والإداري فمن المهم أن يركز المشرف التربوي في عمله على تحسين أداء المعلم بالدرجة الأولى ويقوم ببعض الأعمال الإدارية التي تسهل له العمل الفني. ويستوعب دوره ويعي أهدافه حتى يسير في عمله على بصيرة. وأن يكون المشرف التربوي واثقا من نفسه، وأن نمنحه مسؤولية وضع برنامجه الإشرافي وتطبيقه دون مراقبة ومتابعة، فهو الأجدر بمراقبة نفسه. غير أنه لابد أن يلم المشرف التربوي بأساليب الإشراف التربوية الحديثة. ويكون قادراً على التعامل بلباقة ودماثة مع المعلم ويحرص على بناء الأجواء الودية بينه وبين المعلم وأن يشجعه ويعزز سلوكه ويقبل أرائه ومقترحاته. هذه متطلبات لا بد العمل بها لتحقيق التفاعل الذي سوف يؤدي إلى نجاح تلك العملية كما أيضا لابد أن تسير هذه العملية التفاعلية وفق خطوات مهمة تسهل على المشرف عمله وهي : أن يجمع المشرف التربوي المعلومات عن المعلمين التابعين له عن طريق استبانه من الأفضل وأن يعدها بنفسه أو الزيارات الميدانية . أن يختار المعلم ويحدد في خطته السنوية مواعيد الزيارات الصفيه للمدير والمشرف ويفرغها المشرف والمدير في خطتهما. أن يصنف المشرف التربوي المعلمين التابعين له في برنامجه الإشرافي كل حسب حاجته الإشرافية بحيث يدرج لكل واحد الأسلوب الإشرافي العلاجي المناسب لحاجته وأن يعلم المعلم بذلك. أن يسلك المشرف التربوي سلوكا إنسانيا حقيقيا، يشعر معه المعلم بتساوي السلطة، وتبادل الثقة والاحترام. أن يحرص المشرف التربوي على حفظ أسرار المعلم، ونقاط ضعفه، وأن يكون كالطبيب الأمين على أسرار مريضه. إن المهمات الكثيرة والأهداف التي سبقت الإشارة لها لن تكون واقعاً معاشاً مالم يؤمن المشرف اليوم بأهميتها وبأهمية رسمها كهدف أمام عينيه.