طالب صالح الخثلان عضو الشورى، المجلس بألا يقتصر على دوره التقليدي المتمثل في مراجعة التقرير وإبداء الملحوظات وتقديم التوصيات، ودعا إلى تبني إعداد دراسة وطنية شاملة عن حال التعليم في المملكة، مؤكداً أن دمج التعليم العالي والتربية بوزارة واحدة تسبب في ضياع هوية الوزارة وعدم قدرتها على القيام بمهامها الأمر الذي عمق أزمة التعليم في المملكة، واقترح أن تشمل الدراسة أثر الدمج بمشاركة الوزارة وغيرها من جهات حكومية وأن تكون الدراسة بعنوان " تعليم في خطر" ليكون تحذيرياً ينبه لخطورة الوضع الراهن، مشدداً على أهمية هذا القطاع في التنمية ومستقبل المملكة بشكل عام. عضو: «قياس» تعقيد غير منطقي وأضاف الخثلان في مداخلته على التقرير السنوي لوزارة التعليم بأن الدمج كلف جهازا واحدا رغم عدم جاهزيته بالإشراف على كم كبير من القطاعات والمهام والتخصصات، وطالب منصور الكريديس وزير التعليم بإعلان نتائج الطلاب والطالبات الذين تم ترشيحهم لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في سنته الثانية عشرة ،وقال:" إنها تأخرت كثيراً منذ إغلاق التسجيل في هذا البرنامج"، واقترح لاستدامة البرنامج تحويله إلى هيئة عامة تضمن الديمومة والحوكمة بصورة أفضل مما هو عليه الآن، وأضاف الكريديس" مضى على دمج وزارة التربية مع وزارة التعليم العالي أكثر من سنتين لذلك أطالب بحضور وزير التعليم إلى مجلس الشورى لإلقاء الضوء على مستقبل التعليم في المملكة في ضوء هذا الدمج والتحديات التي يواجهها خاصة بوجود رؤية المملكة". واعتبر أعضاء التقرير السنوي لوزارة التعليم محمل باستفهامات كثيرة وعلى الوزير فك الغموض عن مبادرات الوزارة وبرامجها، ورأى خليفة الدوسري أن التقرير كمي بالأرقام ولم يتطرق هناك للعديد من الموضوعات، مشيراً إلى معاناة العائدون من الابتعاث من التصديق على شهاداتهم لدى الوزارة كما أن اختبار قياس جاء لينهي حلم حملة الثانوية العامة في القبول في الجامعات، معتبراً إيَّاه "تعقيد وغير منطقي" وأكد أن نظام قياس في الخارج يطبق على الجامعات الخاصة وليس على الحكومية. وتطرقت أمل الشامان لما تعانيه البنية التحتية للوزارة، وقالت: إن مدارسنا تفتقر إلى وسائل السلامة والبيئة المدرسية المحفزة ، كما أن المباني المدرسية متهالكة وليست نموذجية والمناهج الدراسية لم تتطور حيث تمثل حشوا في ذاكرة الطلاب والطالبات، إضافة إلى أن المقاصف المدرسية تبيع المواد غير الصحية للطلاب والطالبات و بعضها منتهية الصلاحية، وأن الوزارة صرفت مبالغ كبيرة على العديد من المبادرات كفطن وغيرها ولم يكن هناك وقت لتطبيقها أو تعليمها للطلاب والطالبات، ولفتت إلى تكرار التخصصات والمناهج في الجامعات مع اختلاف المسميات، مؤكدةً أن ذلك يساهم في زيادة عدد البطالة والخريجين، وتساءلت عن حلول وزارة التعليم لانتداب المعلمات لأكثر من مدرسة لسد النقص في المدارس وضم الفصول مما تسبب في تضخم أعداد الطالبات وتشتت الجهد التعليمي الذي تؤديه المعلمة، واقترحت منى آل مشيط إعادة القيادات النسائية إلى الوزارة وطالبت بأن يكون في الجامعات وكيلة تعنى بالجانب النسائي في التعليم في كل جامعة. وطالب سلطان القحطاني: بدراسة موثقة ورسمية عن حاجة سوق العمل من التخصصات الجامعية، داعياً الوزارة للإشراف على القبول في الكليات الصحية الأهلية والحزم في قبول المتقدمين خاصة مع انتشار هذه الكليات بشكل كبير في المملكة. من جهتها أوصت لجنة التعليم الشوريَّة بحصر جميع تخصصات المعلمين والمعلمات الذين هم على سلم الوظائف التعليمية وإعادة توزيعهم على المدارس وفقاً لتخصصاتهم واحتياج الوزارة وإيجاد حلول علمية وفق خطة زمنية محددة لأصحاب التخصصات التي لا تحتاجها الوزارة واستيعاب المتقدمين على وظائف تعليمية في التخصصات التي تحتاجها وطالبت التعليم والجامعات بمراجعة سياساتها وأهدافها الإستراتيجية وبرامجها ومشروعاتها التعليمية وخططها ومناهجها الدراسية ودراساتها وبحوثها العلمية بغرض تطوير وتجويد مخرجاتها كماً ونوعاً بما يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية الإستراتيجية المرتبطة برؤية المملكة 2030 ويعزز فرص تفعيل المبادرات التنفيذية التي اشتمل عليها برنامج التحول الوطني 2020وتضمين ما يتم بهذا الشأن في تقريرها السنوي المقبل. وفي شأن آخر، ناقش مجلس الشورى التقرير السنوي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتجددت المطالبات بتحويل كلية الحرمين إلى جامعة ذات استقلالية مالية وإدارية تعمل على نشر الوسطية والاعتدال، وأكد صالح الشهيب على وجود جامعة هذه الجامعة وأن يكون لها فكر مستقبل وليس تكرار للجامعة الإسلامية أو جامعة الإمام محمد بن سعود وأن يكون لها أوقاف تعتمد عليها ميزانيتها، ورأى عساف أبو اثنين أن تعمل الجامعة على خدمة الحرمين أو الزوار، مؤكداً على دعم بند 105 في ميزانية الرئاسة خصوصاً في ظل معاناتها في إيجاد عاملين خلال موسمي الحج والعمرة، واقترح عباس هادي بناء ممر علوي للزائرات من النساء للروضة الشريفة بالمسجد النبوي ليتنقلن دون مضايقة العاكفين والعابدين في الروضة. واستمع المجلس إلى تقرير لجنة الإدارة والموارد البشرية بشأن التقرير السنوي لمعهد الإدارة العامة للعام المالي 36 1437، ورأى أحد الأعضاء أن المعهد منذ سنوات عديدة لم يسهم في رفع كفاءة الأداء الحكومي مطالباً بتحويل معهد الإدارة العامة إلى أكاديمية، فيما لاحظ آخر أن المعهد لا يبني برامجه التدريبية بناءً على احتياجات الجهات الحكومية مما لا يسهم في مخرجات متميزة للمعهد. وكان مجلس الشورى قد وافق على مشروع مذكرة تفاهم في مجالات العمل بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمملكة ووزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية في المملكة المغربية.