نعيش ثورة معرفية وتقنية وبحثية تنتج ثروات تعليمية لمن يقتنصها في زمن لايقبل أنصاف الحلول، أو التماهي وصولاً للوهن العلمي، أو التوقف عند حد معين دون سبر لاكتشافات الأشكال الجديدة للتعليم والتعلّم والتقييم. ومن المنطلق أعلاه، نجد اليوم طرقاً إبداعية إستراتيجية تنفذ حاليًّا، ولها تأثير متزايد في التعليم والتعلّم تدفقاً، بما أثبتته الدراسات، ومعاهد ومراكز الأبحاث والتقنية، وذاك كله من أجل التجديد في "علم أصول التدريس"؛ لينطلق التعليم بذلك تفاعلياً لتوجيه المعلمين والتربويين، وصانعي القرار في مجال الابتكار التعليمي. إحدى الطرق التي لديها القدرة على إثارة تحولات كبرى في الممارسات التعليمية، ولاسيما في مجال التعليم ما بعد المدرسة، ما يعرف ب"التعلّم عبر التخطي" (Crossover learning)، وهو تعلّمٌ في أطر غير رسمية وبعد الدوام المدرسي، ويتم من خلاله ربط المحتوى التعليمي مع القضايا التي تهم المتعلّم في حياته، وتطور من مفاهيمه، وإتجاهاته، مثل البيئة وظواهرها، المتاحف، النوادي، الشركات، التقنية بشتى أشكالها .. ومن "التعلّم عبر التخطي"، أثبت مجموعة من الباحثين المتخصصين في التعليم وطرق التدريس في بريطانيا، أن التواصل والتداخل تعمل في كلا الاتجاهين، حيث يمكن ل"التعلّم" في المدارس والكليات أن يسهم في إثراء التجارب في حياة الطالب اليومية خارج المدرسة. التعلم غير الرسمي، يمكن أن يتم تعميقه بإضافة الأسئلة، والمعرفة، من الفصول الدراسية، فالتجارب خير وأبقى، كي تثير المزيد من الاهتمام، والحافز للتعلم، كما أنها وسيلة أخرى فاعلة للمعلم لاقتراح أسئلة ما مع مناقشتها داخل الصفوف الدراسية، ثم يمكن للمتعلمين من استكشاف هذا السؤال في زيارة متحف، أو رحلة ميدانية، أو تصوير، أو تجارب وسائل تواصل اجتماعي، أو كتابة مذكرات... ثم مشاركة النتائج التي توصلوا إليها مرة أخرى في الصف، لإنتاج إجابات فردية أو جماعية، مع تغذية راجعة تعليمية. خبرات التعلّم عبر هذه الطريقة تستغل نقاط القوة في البيئات، وتوفر للمتعلمين فرصًا جذابة وحقيقية بديمومة للتعلّم، وكحدث يستمر مدى العمر، أما الاستفادة من الخبرات عبر إعدادات متعددة، فتكون فيه الفرصة الأوسع لدعم المتعلمين من خلال تسجيلهم، وربطهم في أحداث التعلم المتنوعة. باختصار، في هذه الحقبة من المنافسة العالمية بلا حدود، تعتبر إثارة التحولات الكبرى في الممارسات التعليمية، نقطة مفصليّة وحاجة ملحّة نحو مستقبليات التعليم والتعلّم، وتصميمه من جديد، أو إعادة تأهيله؛ ليبقى لنا..أن نعرف أين نحن؟ وماذا نريد؟ وآخراً.. هل من مجيب ؟!