فوائد الرضاعة الطبيعية لا تنتهي، فكل يوم يكتشف العلماء فائدة جديدة لا تقل أهمية عما وجدوه من قبل سواء للأم أو للطفل، لذلك دائماً ما نحرص على تحفيز الأمهات وتشجيعهن على الرضاعة الطبيعية، فالله عز وجل لم يخلق شيئاً عبثا، إن هذا الجهاز المعقد الذي يعمل على إخراج الحليب فور الولادة وبالكميات التي يتطلبها جسم هذا الطفل الصغير، إضافةً لاحتوائه على كل ما يحتاجه من المواد الغذائية اللازمة لنموه وجد لسبب ولحكمة يجب علينا الاستفادة منها، فهو إحدى الميزات التي تحظى بها الأمهات، فقد أثبتت الدراسات فوائد عدة للرضاعة الطبيعية، من أهمها حماية الأم من بعض أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي وسرطان الرحم، بالإضافة إلى كونها تسرع عملية الشفاء بعد الولادة، وتنقص الوزن المكتسب أثناء الحمل، وتساعد على تقليل نسبة الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. وأما بالنسبة للطفل فحليب الأم يحتوي على مواد غذائية، لا يستطيع الحصول عليها من أي نوع آخر من أنواع الحليب الصناعي المتواجدة في الأسواق حالياً، أيضاً تحسن من أداء الجهاز الهضمي، تقوي الجهاز المناعي وتقي من خطر العدوى، كما تحمي من الأمراض المزمنة على المدى البعيد،أيضاً تساعد على نمو المخ بشكل أفضل وبالتالي تحسين القدرات الذهنية، لكن السؤال يكمن في تأثير الرضاعة على الأم المصابة بالسكري وطفلها؟ لا ننكر أن هنالك صعوبات قد تتعرض لها الأم المصابة بالسكري مثل تأثر كمية الحليب أو مستوى السكر في الجسم بشكل عام، لكن الحل بسيط ويكمن في المحافظة على السكر في مستوياته الطبيعية وبذلك نتجنب هذه المشاكل، فالسكري بحد ذاته ليس له تأثير كبير على الجسم، إلا إذا كان في حالة عدم انتظام دائمة، ولكل مشكلة حل، فهذه الصعوبات لا يجب أن تمنعك من تزويد طفلك بالفوائد اللامنتهية المرتبطة بالرضاعة الطبيعية. فأنتي بذلك تعطينه فرصة أفضل وأكبر لتجنب كثير من المشاكل التي قد تؤثر عليه سواءً في صغره أو في المستقبل البعيد. إحدى أهم المشاكل هي انخفاض مستوى السكر في الدم بسبب الرضاعة، ولمنع هذا الانخفاض يمكن القيام بتناول وجبة خفيفة قبل الرضاعة وأثنائها، على الأم أيضاً الإكثار من شرب السوائل خصوصاً وقت الإرضاع، لكن يفضل تجنب السوائل التي تحتوي على الكافيين، وأخيراً تجهيز علاج الانخفاض مثل نصف كأس عصير محلى، أو ملعقة عسل ووضعه بجانب الأم المرضع، كحل سريع في حالة الانخفاض المفاجئ، أما بالنسبة إلى أدوية السكري فيجب التأكد من الطبيب المختص عن احتمالية تأثيرها على الطفل، ولا يصح التوقف المفاجئ عن أخذ الأدوية من دون بديل، فالأنسولين مثلاً يخرج مع حليب الأم لكن ليس له ضرر على الطفل بل على عكس ذلك فهو قد يقلل من نسبة إصابته بالنوع الأول من السكري في المستقبل، بينما الحبوب التي يستخدمها المصابين بالنوع الثاني من السكري لم يثبت علمياً إلى يومنا هذا نسبة تأثيرها على الطفل خصوصاً أثناء الحمل، لذلك يفضل أغلب الأطباء استخدام الأنسولين كأفضل بديل سواءً أثناء الحمل أو عند الرضاعة. الرضاعة الطبيعية فوائدها عديدة ومشاكلها قليلة فلا يجب التهاون بها وتفضيل استخدام البدائل التي لا تعطي نفس النتائج، فالأمهات اللاتي يحرصن على الرضاعة الطبيعية يكن في صحة أفضل هن وأطفالهن. * قسم التثقيف الصحي