منذ بدء الطفل حياته داخل الرحم وارتباطه بالام بشكل مباشر عبر المشيمة حيث ينتقل الدم والغذاء من الام إلى الطفل نجد الجنين يتفاعل مع أي مؤثر قد يصيب الام فارتفاع درجة حرارة الام او استعمالها لأي دواء قد يؤثر عليه بشكل سلبي ولا تقتصر العلاقة بين الام والطفل بالعلاقة الجسدية والحسية بل تتعدى ذلك إلى ظهور الطمأنينة والود بينهما فكم من ام او اب وجدناه غليظا جافيا في طبيعته لكنه يتحول إلى شخص ودود حانيا على ابنائه. عند ولادة الطفل مباشرة ينصح بابقائه جوار أمه لتتأصل تلك العلاقة وفي بعض الحالات التي تستدعي بعد الطفل عن الام كأن يكون طفلا خديجا يحتاج إلى بقائه في الحاضنة او غير ذلك فاننا نرى ان نسبة حدوث القلق والتوتر عند الطفل مستقبلا هي نسبة عالية ولا نقصد المستقبل البعيد ولكن قد تحدث تلك الاضطرابات النفسية والعصبية في السنوات الاولى من حياة الطفل. لذا كان لزاما قرب الطفل من امه في الساعات الاولى بعد الولادة قدر الامكان. الرضاعة والطفل حليب الام هو افضل مصدر للغذاء للطفل في ايامه واشهره الاولى ولم يتعرف العلم على كامل الفوائد التي يجنيها الام والطفل على حد سواء من الرضاعة الطبيعية. فهي تقوي العلاقة بين الام وطفلها. حليب الام يحتوي على كل المواد الغذائية الاساسية التي تمكن الطفل من النمو السليم وتجنبه الامراض باذن الله فحالات اضطرابات الجهاز الهضمي من امساك او اسهال والتي تحدث عند الرضاعة بمساحيق الحليب نجدها تكاد تكون منعدمة في حالات الرضاعة الطبيعية كما ان الرضاعة الطبيعية تمنح الطفل المواد البروتينية اللازمة لتطور المناعة ووقايته من الامراض بالاضافة إلى وقايته من امراض الحساسية او الطفح الجلدي كما انها تحمي الطفل على المدى الطويل في مرحلة الشباب من امراض السمنة والسكر وامراض الجهاز الهضمي والحساسية كحساسية القمح ولا تقتصر الفائدة على الطفل فقط بل تتعدى ذلك إلى الام فهي تقلل من مخاطر حدوث سرطان الثدي او الرحم وامراض المفاصل والروماتيزم وتخليص الام من الوزن الزائد الذي يكون قد تراكم في جسم الام اثناء فترة الحمل. كما ان نمو جسم الطفل يكون متناسقا وصحيا مع الرضاعة الطبيعية حيث يزيد وزن الطفل حوالي 170غراما اسبوعيا خلال الاشهر الاربعة الاولى فيمايزيد 114إلى 140غرام في الاسبوع من الشهر الرابع إلى السادس بينما يزيد وزنه من 115إلى 60غرام اسبوعيا بعد عمر 6اشهر وحتى عمر سنة. مع تلك الفوائد الجمة للرضاعة الطبيعية ورغم نشر الوعي الصحي وعقد الندوات للتعريف بفوائد الرضاعة الطبيعية الا اننا نجد البعض يلجأ إلى الحليب الصناعي دون استطباب لذلك وقد تكون الاسباب اما لانشغال الام او لان الام تجهل تلك الفوائد وتعتقد اعتقادا خاطئا ان الرضاعة الطبيعية لها تاثيرات شكلية سلبية حيث اصبح العديد من الامهات يوكلن رضاعة اطفالهن إلى زجاجات حليب الابقار تحت رعاية الخادمات.