المتابع للوضع السياسي وتوابعه الاقتصادية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا في المشرق العربي يلحظ ملمحا بارزا خلال أقل من شهر حتى الآن. وأعني بالتحديد منذ تسلم ترامب للرئاسة في أميركا وإحاطة نفسه بفريق ينزع إلى معاداة السياسة الإيرانية وتمددها الكبير في المنطقة أعلم أن البعض قد يقول: إن هذه سياسة أميركية قديمة وهي التلويح بالعصا وفتح القنوات الدبلوماسية تحت الطاولة ولكن أعتقد أن الوضع مختلف هذه المرة ويظهر في ارتباك إيران في اجتماع الأستانة وطلبها مهلة للتفكير قبل الرد على النقاط الأخيرة للاجتماع. مما يعني أن هناك معطيات جديدة بدأت تفرض عليها وهذا لن يتأتى إلا بضغط أميركي على المجتمعين في الأستانة، والدليل الأكبر على ذلك هو تلويح طهران بقصف تل أبيب بالصواريخ رغم أنه لم يكن هناك مسبب لذلك على الأرض مما يشير كما ذكرت إلى معلومات تعلمها طهران فقط أن هناك شيء يدبر على الأرض و ستكون الخاسرة فيه وبالطبع أقصد حليفيها الأسد وحزب الله هذا من جانب ومن جانب آخر التقدم السريع لقوات الشرعية والمقاومة اليمنية مدعومة بالتحالف في الأسابيع الأخيرة مما نتج عنه مكاسب مهمة سواء في تحرير باب المندب وحرمان مليشيات الحوثي والمخلوع صالح من ميزة التحكم في هذا الممر الإستراتيجي والسير نحو المخا وتحييد ميناء الحديدة وقبله ميناء ميدي في إشارة لخنق مليشيا الانقلاب وبداية تصدعها كل هذا العمل على الأرض يتزامن مع تصريحات الإدارة الأميركية بأن الوقت قد انتهى وأن إيران هي من يغذي الاحتراب في المنطقة وأنا هنا أؤكد أن هذا الوقت هو الوقت الأنسب لفتح باب التفاوض مع إيران لإطفاء حرائق المنطقة ولسحب كوادرها ومليشياتها وحلفائها في سورية والعراق. ولترتيب يتفق عليه في لبنان واليمن طهران تدرك أنها اليوم في المصيدة وتعلم أن الحليف الروسي الوحيد المتبقي لها يريد الخروج من المستنقع السوري سريعا وبما يحفظ هيبته ولذلك فهي مهيأة أكثر من أي وقت مضى للتنازل عن بعض مكتسباتها في المنطقة وتجرع السم مرة أخرى أقول ذلك: لأن القيادة الإيرانية رغم تطرفها فهي قيادة براغماتية مصلحتها قبل مصلحة حلفائها والشواهد كثيرة لامجال هنا لذكرها إيران في المصيدة فلنستغل الوقت قبل خروجها منها أكاديمي وإعلامي سعودي