تأتي اليوم زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض لمحافظة وادي الدواسر ولمتحف الصادرية التراثي تزامنا مع افتتاح الجنادرية في أكبر محفل عالمي للتراث في عاصمتنا الحبيبة ليعبر عن ما حققه التراث الوطني في المملكة العربية السعودية والمتمثل في دعم الدولة أيدها الله لكل ما يخدم هذا الموروث الحضاري المهم الذي أصبح يحمل هوية الدولة كجهة تهتم بالمحافظة على التراث الوطني وإعادة تأهيله وليس غريباً هذا الإتمام والرعاية فوالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- رائد التراث ورجل التاريخ، من خلال مشروعه الأكبر والبرنامج المثالي الذي تبناه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بوصفه أولوية وطنية لها ارتباطها الوثيق بالهوية الوطنية وتعزيز المواطنة، إلى جانب أهميته الاقتصادية حيث يشكل قطاع التراث مجالاً اقتصادياً واعداً، إضافة إلى أهمية البرنامج في إبراز الهوية الإسلامية والعربية التي تمثل الجزيرة العربية منبعاً لها، وتعتز المملكة بعروبتها وإسلامها وبكونها تقع في نقطة التقاء الحضارات ونشوء الحضارة الإسلامية والعربية، ومن خلال دعم سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لكل مشروعي وطني يتبناه المواطن فقد حظي متحف الصادرية بوادي الدواسر وبوابة وادي الدواسر بكثيرٍ من الاهتمام والدعم والمتابعة من قِبل رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني هذا المتحف الوطني "الصادرية" الذي أصبح يمثل واجهة حضارية لوطن التراث والحضارات والاصالة المملكة العربية السعودية وحظي باهتمام دولي وأصبح "مزاراً" لكل محبي التراث في العالم من خلال ما يستقبله من وفود رسمية ومسؤولين من أغلب بلدان العالم من المهتمين بالتراث والأصالة وجدت في متحف الصادرية آلاف القطع الأثرية والكنوز الإنسانية التي لا تقدر بثمن بشهادة كل ما زار متحف الصادرية وسجله في سجل زياراتها. حيث يقع متحف الصادرية ضمن موقع كبير بمساحة 14400 متر مربع، خصصه المالك ليكون متحفاً كبيراً يضم العديد من التحف المعمارية الرائعة، والتي تمثل نماذجا من نماذج العمارة العربية والإسلامية والعالمية، مثل العمارة النجدية (المصمك) - العمارة العسيرية- قبة بيت المقدس- مسلة طويلة جداً تمثل رمز انتفاضة أطفال الحجارة بفلسطين- العمارة باليمن- العمارة بالشرق مثل التنين الصيني والشلالات بإندونيسيا- قباب مبنى الكرملين بروسيا، كما يوجد بالمتحف مبنى مستقل ومتكامل عبارة عن متحف للتراث الشعبي بني على مساحة 1500 متر مربع، بالإضافة إلى مبنى آخر مستقل يضم القطع والمخطوطات والعملات الثمينة، وقد بني على مساحة 600 متر مربع، ويحتوي متحف التراث الشعبي تجسيداً ومجسمات لأنماط الحياة بوسط الجزيرة العربية عبر القرون حتى العهد السعودي الزاهر، عرضت بمجموعة من الغرف تمثل رواقاً يحيط بفناء تم استخدامه بطريقة احترافية لعمل العروض التراثية الحية على منصة للزوار وبنيت بأركان المبنى أبراج بارتفاع 10م، وتتنوع المعروضات من أدوات للضيافة العربية- أدوات الطعام- الحل والترحال- السقيا وجلب الماء- السجاد والمصنوعات الجلدية والخشبية والخوصية بأشكالها المتعددة (بشكل تكاملي لعرض التراث الشعبي). أما مبنى المتحف الثاني فهو عبارة عن تحفة معمارية له بوابة حجرية فريدة ومبنى رائع وبالسقف تمثيل لقباب مبنى الكرملين بروسيا، ويحتوي على قاعةً فسيحة بخزانات عرض رئيسية رائعة وأربعة أجنحة عرض بها الكثير من قطع العملات الورقية والمعدنية- الأجهزة السمعية والمرئية- أدوات الطب الشعبي- المخطوطات والمصاحف القديمة- الأسلحة والأدوات الحربية من بنادق وسيوف وجنابي، ويركز القائم على "متحف الصادرية" الشيخ سلمان الهدلاء الذي قضى ربع قرن من عمره حتى أتم بناء مشروع الصادرية الوطني الذي يعتبر من أكبر المتاحف الخاصة في الخليج العربي، والذي يركز في محور اهتمامه على الجهود والبرامج المتعلقة بتوعية المجتمع بالتراث الحضاري والتعريف به، ليتعرف المواطنون على تراث وطنهم ومعالمه التاريخية من خلال مشروع الصادرية الوطني الذي يحتوي على حضارات العالم أجمع ونثمن للقائمين على متحف الصادرية وبوابة وادي الدواسر التي دخلت موسوعة جينس بأكبر دلة ومطيب وتعبر عن كرم أهالي المحافظة هذه الاهتمام وهذا الجهد المبذول من لدن الشيخ سلمان الهدلاء. ختاماً نرحب أجمل ترحيب بأمير منطقة الرياض الذي رحب بزيارة المتحف والوقوف على محتوياته ودعم القائمين عليه من خلال ما عُرف من سموه من اهتمام بالتراث الوطني وتشجيعه. * الباحث في الشؤون الأمنية والقضايا الفكرية ومكافحة الإرهاب والأمن الإلكتروني