ضربت مصر أمس الاربعاء موعدا مع نهائي كأس الامم الافريقية 2017، بفوزها في نصف النهائي على بوركينا فاسو بركلات الترجيح 4-3، بعد التعادل في الوقتين الاصلي والاضافي 1-1. وتدين مصر بتأهلها الى حارسها المخضرم عصام الحضري الذي صد ركلتي ترجيح، الأولى سددها حارس بوركينا هيرفيه كوفي، والثانية للاعب برتران تراوريه. وتقدمت مصر في الدقيقة 65 عبر هدف من لاعب خط وسط روما الايطالي محمد صلاح بعدما تهيأت له الكرة في داخل منطقة الجزاء من قبل المهاجم محمود عبد المنعم «كهربا». وعادلت بوركينا فاسو النتيجة في الدقيقة 72 بهدف من اريستيد بانسيه، الذي تلقى كرة عرضية مرفوعة من تشارلز كابوريه لم يتمكن المصري ابراهيم صلاح من تشتيتها برأسه، فهيأها بصدره لنفسه وسددها مباشرة في مرمى الحضري. وبدا الارهاق واضحا على المنتخبين في الوقت الاضافي، وسط تراجع في الهجمات والفرص ليتأجل الحسم الى ركلات الترجيح. من جهة أخرى تخوض غانا اليوم الخميس نصف النهائي السادس لها تواليا في كأس الأمم الافريقية في كرة القدم، وهذه المرة في مواجهة الكاميرون التي خالفت التوقعات، في نهائي مبكر بين منتخبين يتساويان في عدد الالقاب. وتدخل الكاميرون المباراة مرشحة بقوة بعد اقصائها السنغال في الدور ربع النهائي بركلات الترجيح 5-4، اثر التعادل صفر-صفر، في الوقتين الاصلي والاضافي. اما غانا، فبلغت نصف النهائي بفوزها في الدور السابق على حساب جمهورية الكونغو الديموقراطية 2-1. وتسعى غانا للتغلب على خسارتها امام ساحل العاج بركلات الترجيح في نهائي نسخة 2015، والثأر ايضا لخسارتها امام الكاميرون في نصف نهائي بطولة 2008 التي كانت تستضيفها. وقال مدرب غانا الاسرائيلي افرام غرانت عن الكاميرون المنافسة في نصف النهائي المرتقب "قدمت اداء جيدا في دور المجموعات وكانت لافتة للانتباه امام السنغال، وسيكون نصف النهائي صعبا". ويجمع نصف النهائي بين منتخبين يتساويان في عدد الالقاب بأربعة لكل منهما، اذ توجت غانا في 1963، 1965، 1978 و1982، بينما تفوقت الكاميرون في 1984، 1988، 2000 و2002. ويأمل غرانت في عودة قائد منتخبه اساموا جيان للمشاركة في نصف النهائي بعدما غاب عن ربع النهائي لاصابته امام مصر صفر-1 في المباراة الاخيرة ضمن منافسات المجموعة الرابعة. ويؤدي جيان دورا اساسيا في مباريات منتخب بلاده، فاضافة الى دوره كقائد، يعتبر هدافا من الطراز الاول، وهو سجل هدف الفوز الوحيد على مالي في المباراة الاولى من الدور الاول. وتتفوق غانا في تاريخ المواجهات المباشرة، اذ فازت على الكاميرون ثلاث مرات وخسرت مرة، وتعادلا ثلاث مرات. الا ان المواجهات بين المنتخبين ضمن كأس الامم الافريقية اتت متساوية، اذ التقيا ثلاث مرات، ففازت غانا مرة والكاميرون مرة وتعادلا مرة. وعلى الرغم من ان الكاميرون تحظى بأفضلية راحة يوم اضافي، الا ان الارجحية التاريخية تبقى في صالح غانا التي حلت وصيفة خمس مرات، ثلاثة منها بعد لقبها الاخير (1992، 2010 و2015). في المقابل، تبدو الكاميرون التي حلت ثانية مرتين (1986 و2008)، واقصيت من الدور الاول في النسخة الاخيرة عام 2015، في موقع المرشح غير المتوقع، اذ انها خاضت بطولة 2017 في غياب عدد من لاعبيها الاساسيين امثال جويل ماتيب واريك تشوبو-موتينغ. الا ان المنتخب الذي يقوده المدرب البلجيكي هوغو بروس، حل ثانيا بفارق الاهداف في المجموعة الاولى بعد تعادلين وفوز. ويأمل المنتخب في احراز لقب 2017، للدفاع عنه على ارضه في 2019. وهي المرة الاولى التي تبلغ فيها الكاميرون نصف النهائي منذ 2010، وتميزت بصلابة دفاعها وتماسك خطوطها، وتألق حارس مرماها الشاب فابريس اوندوا (21 عاما) الذي كان عمليا وراء بلوغه هذا الدور بتصديه لكرات خطرة وحرمان الخصوم من اهداف شبه مؤكدة، لاسيما تصديه لركلة الترجيح الاخيرة التي سددها السسنغالي ساديو مانيه لاعب ليفربول الانجليزي. وينسب الى المدرب البلجيكي "64 عاما"، انه تمكن من فرض الانضباط بين لاعبي الكاميرون، ومعظمهم من الشبان. ويستعيد عدد من اللاعبين ذكريات الفوز على غانا في نصف نهائي 2008، حينما كان العديد منهم فتيانا، وكان المنتخب الكاميرون يزخر بنجوم من طينة صامويل ايتو وريغوبيرت سونغ.