يستغرب الكثير من المتابعين للأوضاع التقنية لشركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات "بترورابغ" استمرار تعرض مصانع مجمعها الضخمة للأعطال الفنية المتكررة على مدى الأعوام الماضية وحتى الوقت الراهن؛ حيث اضطرت الخميس الماضي لوقف عمل كامل وحداتها مجمعها للبتروكيماويات احترازيا نتيجة لخلل فني طارئ في وحدة توليد المنافع التي أعادت تشغيلها يوم السبت، في حين تعكف الشركة على إعادة التشغيل التدريجي للوحدات الأخرى. والتساؤلات تثار حول تواصل تعثر عمل وحدات "بترورابغ" رغم ما يملكه الشريكان في المجمع شركة أرامكو السعودية وشركة سوميتومو كيمكال اليابانية من خبرات ذات باع طويل وتاريخ عريق وامتلاكهما تقنيات وتكنولوجيات متخصصة في صناعة النفط والبتروكيماويات حول العالم، إلا أن مجمع "بترورابغ" لا يزال يعاني تقنياً من كثرة اخضاعه لأعمال صيانة غير مجدولة وتعرض وحداته التصنيعية لإغلاقات متكررة، في وقت بدأت أرامكو تفرض منافستها في سوق البتروكيماويات العالمي بتصعيد طاقتها الإنتاجية المحلية والعالمية لأكثر من 18 مليون طن متري سنوياً. ولم تسلم أيضاً أعمال التوسعة في شركة "بترورابغ" من التعثر بعد أن نجحت ببدء التشغيل التجاري لتوسعة وحدة تكسير الإيثان أوائل 2016 اضطرت لوقفها احترازياً في يونيو 2016 لإصلاح أعطال في أحد التوربينات لمدة 21 يوما، واستهدفت أعمال التوسعة للوحدة رفع الطاقة الإنتاجية لتكسير الإيثان من 95 مليون قدم مكعب في اليوم إلى 125 مليون قدم مكعب في اليوم وبالتالي ارتفاع إجمالي الطاقة الإنتاجية في الوحدات إلى 1.6 مليون طن متري في السنة مقابل 1.3 مليون طن متري سابقاً، حيث كانت تتوقع وتؤمل الشركة عوائد كبيرة من تدشين توسعة الوحدة قبل حدوث العطل بقيمة 750 مليون على إيرادات 2016، إلا أن العطل الذي تسبب في إيقاف الوحدة خلف أثرا ماليا سلبيا بقيمة 350 مليون ريال خاضعة لتقلبات السوق، وفق توقعات الشركة. وتأتي هذه الظروف غير المستقرة لاستدامة عمل مجمع "بترورابغ" في وقت تعكف الشركة لتجاوز الكثير من التحديات أمام إتمام وإنجاز مشروعات بترورابغ2 بتكلفة 31 مليار ريال وتشمل بناء مجمع لمعالجة النافثا والعطريات لمعالجة أكثر من 2.7 مليون طن سنويا من النافثا، وإنتاج أكثر من 1.3 مليون طن سنويا من الباراكسيلين وقائمة متنوعة من المنتجات البتروكيماوية الأخرى التي سوف يتم إنتاجها لأول مرة في المملكة وأبرزها مطاط الإيثيلين بروبلين ديين مونومر، وأولفينات البلاستيك الحراري، وميتاكريليت الميثيل، وميتاكريليت بولي الميثيل. ومن المخطط أن تعزز مشروعات التوسعة تنافسية "بترورابغ" على المستويين المحلي والعالمي من خلال رفع الطاقة الإنتاجية للمجمع إلى 5 ملايين طن متري سنويا من المنتجات البتروكيماوية و15 مليون طن متري سنويا من المشتقات النفطية. في حين تعكف بترورابغ حالياً على تنفيذ ثلاثة مشروعات أخرى جديدة تشمل مشروع بناء وحدة إنتاج البوليول بطاقة 220 ألف طن سنوياً، ومشروع بناء وحدة معالجة النافثا لإنتاج الوقود النظيف بطاقة 17 ألف برميل يومياً، ومشروع بناء وحدة استخلاص الكبريت بطاقة 106 آلاف طن سنوياً. وتحضر بترورابغ حالياً لبدء تشييد مصانع جديدة لمشروع رابغ 2، وخطط لمصانع أخرى أقرتها بتكلفه إجمالية قدرها 1.345 مليار ريال. وتشمل المصانع التي أطلقت أعمال تشييدها بناء مرافق وحدة استخلاص ومعالجة الفاناديوم، بقدرة استيعابية تصل إلى 3.240 مترا مكعبا يوميا، وبناء وحدة التخلص من مادة الصودا الكاوية بقدرة استيعابية تصل إلى 120 مترا مكعبا، إضافة إلى بناء المرافق اللوجستية والإدارية الخاصة بمناولة وتخزين الكيماويات والمنتجات البتروكيماوية، وبتكلفة إجمالية للمشروعات الثلاثة قدرها 782 مليون ريال ومن المخطط إنجازها عام 2019.