أثرت أعمال الصيانة غير المجدولة التي واجهتها شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات "بترورابغ" أوآخر أبريل الماضي في وحدة التقطير الفراغي والتي أوقفت إنتاجها لمدة 3 أسابيع قبل أن تعلن الشركة أمس الأول عن انتهاء أعمال الصيانة للوحدة ومعاودة تشغيلها، أثر هذا الطارئ كثيراً على أداء الشركة وعوائدها إجمالاً بتكلفة تقدر بنحو 100 مليون ريال خاضعة لتقلبات الأسعار، ما يعني أن التكلفة المقدرة قد تزيد. ومن المعلوم أن الكثير من المصافي والمصانع البتروكيماوية في العالم تتعرض من وقت لآخر لبعض المشاكل الفنية التقنية المفاجئة أثناء سير عمليات التشغيل والإنتاج مما يضطرها فوراً إلى سرعة إطفاء المصنع المتضرر والمصانع الأخرى ذات الصلة بالمصنع المتضرر وإرجاء عمليات التشغيل وإعلان أعمال صيانة طارئة غير مجدولة مما يكبد الشركات خسائر بمئات الملايين، في ظروف خارجة عن إرادتها. إلا أن "بترورابغ" وعلى الرغم من قوة الشراكة الاستراتيجية التي تحظى بها الذي يقوده الشريكان في المشروع كل من شركة أرامكو وشركة سوميتومو كيميكال اليابانية، يبدو تمر بظروف استثنائية عن مثيلتها من الشركات من حيث كثرة تعرض معاملها لإنتاج المواد البتروكيماوية والبترولية المكررة لمشاكل فنية متكررة على مدى السنوات الماضية إلى الآونة الأخيرة توقفت خلالها عدد من مصانعها ووحداتها الإنتاجية مرارا. ويؤمل المراقبون لأوضاع "بترورابغ" سرعة إيجاد الحلول لتلك المشكلات التي ما فتئت مستمرة في وقت يعد مجمع بترورابغ للتكرير والبتروكيماويات الأضخم من نوعه على المستوى العالمي بتكلفة 40 مليار ريال وبطاقاته إنتاجية هائلة تقارب 17.175 مليون طن سنويا من المشتقات النفطية مثل غاز البترول المسال، النافثا، البنزين، وقود الطائرات، الديزل، وزيت الوقود، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية للشق البتروكيماوي 2.4 مليون طن سنويا، ويعمل فيه حالياً نحو 2000 موظف، يشكل السعوديون 80% منهم. وما يثير الحيرة هو إقدام الشركة على تنفيذ مشروع "بترورابغ2" الذي يمثل المرحلة الثانية لمشروع رابغ ويشمل توسعة مجمع إنتاج البتروكيماويات وتكرير النفط القائم حاليا في رابغ عن طريق توسعة وحدة تكسير الإيثان القائمة لمعالجة 30 مليون قدم مكعبة إضافية وبناء مجمع لمعالجة النافثا والعطريات يتم من خلاله معالجة أكثر من 2.7 مليون طن سنويا من النافثا، وبتكلفة تقدر بنحو 32 مليار ريال ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع خلال عام 2016م. كما يضطلع المشروع بإنتاج مشتقات عالية من ناحية الطلب والقيمة المضافة حيث يضم المشروع عدة مصانع تحويلية لإنتاج مجموعة متنوعة من المواد البتروكيماوية الجديدة في المنطقة تتضمن مطاط الإثيلين بروبيلين، والبولي أوليفين الحراري البلاستيكي، وميتاكريليت الميثيل، والمونومر، وميتاكريليت البولي ميثيل، وخلات الفينيل منخفض الكثافة من البولي إيثيلين/ الإثيلين، والبرازايلين/بنزين، والكيومين، والفينول/أسيتون. وقد بدأت الشركة بالفعل أعمال التشييد لمصنع الفينول بطاقة 275 ألف طن متري سنويا، والأسيتون بطاقة 160 ألف طن متري سنوياً.