أود في البداية أصالة عن نفسي ونيابة عن أهالي محافظة الزلفي أن أرحب بسموكم الكريم وصحبكم الكرام أجمل ترحيب في زيارتكم الميمونة لمحافظة الزلفي الحالمة والوادعة والتي تغفو بين أحضان النفود وتستيقظ فوق شموخ جبل طويق والذي خاطبه الأديب والشاعر الكبير عبدالله بن خميس رحمه الله في قصيدة مشهورة منها: يا جاثما بالكبرياء تسربلا // هلا ابتغيت مدى الزمان تحولا شاب الغراب وأنت جلد يافع// ما ضعضعت من الحوادث كاهلا فأهلا ومرحبًا بكم؛ وأقول لسموكم الكريم: حللتم أهلا ووطأتم سهلا، وازدانت هذه المحافظة شرفا بكم وازداد أهلها فرحا وبهجة بقدومكم المبارك، كيف لا؟! وأنتم تمارسون – من خلال هذه الزيارة- منظومة الحكم الرشيد والتي أسسها موحد هذه المملكة القوية بمنهجها الإسلامي القويم، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آلِ سعود رحمه الله ثم أرسى دعائمها الركينة وأسسها المتينة من بعده أبناؤه ملوك هذه البلاد المباركة، حيث تقوم هذه المنظومة على التنمية الوطنية الشاملة والمتكاملة وتلمس احتياجات المواطنين والمواطنات والوقوف عليها مباشرة عبر زيارات لمختلف المحافظات والمدن المختلفة؛ محققين في ذلك – يا سمو الأمير- التوجيهات العليا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك الحزم والعزم والإنجازات التنموية الرائعة في تجلياتها المتنوعة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية؛ من أجل تحقيق غاية سامية وهدف مركزي يتمثل في بناء (المواطن الصالح القوي الأمين) في مملكتنا الغالية، وكل ذلك يتم وفق خطط تنموية متكاملة تقوم على تفعيل صيغة ومعادلة جديدة تتطلبها المتغيرات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية، ألا وهي نموذج عنوانه (المواطنة إنتاجية ومسؤولية). فالمواطنة الحقة والصادقة ليست شعارا يتبنى أو كلمة ترددها الألسن فقط؛ بل انها بجانب ذلك سلوك وممارسة إنتاجية؛ كل منا في مجاله وحقله وميدانه أيا كان هذا المجال سواء في الأمن وأعمال الشرط والمرور أو المدرسة أو الجامعة أو الدائرة الحكومية أو المؤسسة الخاصة أو غيرها. صاحب السمو إن من نعم الله تعالى الكبيرة والكثيرة على هذه البلاد المباركة نعمة الأمن والاستقرار والتي ما كنت لتتم لولا توفيق الله وإخلاص حكامها ومسؤوليها ووجود مواطنين ومواطنات يتحلون بمواطنة صادقة وإنتاجية ومسؤولة في الوقت نفسه؛ فالمجتمع السعودي مجتمع غض وقوي ومتماسك، يكون الشباب فيه من الجنسين نسبة كبيرة منه؛ مما يجعل مفهوم (المواطنة إنتاجية) قضية مركزية يجب تفعيلها والعمل على تكريسها وتطويرها فكرا وممارسة، خاصة أن لدينا في المملكة عددا كبيرا من النماذج المبهرة التي تستحق الاحترام والاحتذاء في المواطنة المنتجة في مختلف المجالات والفئات بطول البلاد وعرضها. إن مستقبل هذه المملكة الغالية لسعيد ومشرق بإذن الله تعالى بسواعد أبنائها وشبابها وشاباتها ورجالاتها وبما حباها الله من نعم ظاهرة وبَاطِنَة، وقبل هذا وبعده توفيق الله سبحانه، بما هي دولة وقبلة للعرب والمسلمين والإنسانية جمعاء. نسأل الله جل وعلا أن يديم على هذه البلاد المباركة نعمة الأمن والأمان والإسلام وأن يوفق قيادتها وأبناءها جميعا لتحقيق كل تقدم ورفعة وإنجاز، وأن يجعل جميع أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. ولا يفوتني في ختام هذه الكلمة الموجزة أن أشكر لسموكم الكريم وصحبكم الكريم زيارتكم المباركة لمحافظة الزلفي والتي ليست بمستغربة من سموكم الكريم في اقتفائكم لنهج منظومة الحكم الرشيد التي تجسدها دولتنا الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. * مدير الجامعة السعودية الإلكترونية