الأمير فيصل بن بندر يتطلع أهالي محافظة الزلفي أن تكون زيارة أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز -حفظه الله- غدا للمحافظة حدا فاصلا تجاه ما يعترض بعض المشروعات التنموية التي تعتمدها حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بالوزارات المعنية وعدم استفادة المحافظة منها رغم إمكانية ذلك إقرارا أو تنفيذا أو إنجازا وتحت كل كلمة من تلك يأتي مشروع حيوي حرمت المحافظة منه أو من استكمال نفعه، وهي على التالي: محطة للقطار، ومبنى المحافظة، والطريق الذي يربط محافظة الزلفي بمحافظة الغاط موصولا بطريق الرياضالقصيم السريع. أولا: محطة القطار فرح أهالي الزلفي عندما اعتمد قبل سنوات خط سير سكة الحديد "قطار الشمال" مارا بمحافظة الزلفي وعندما بدأ التنفيذ مخترقا المحافظة من الشرق متجها نحو الشمال زادت الفرحة بوجود محطة لوسيلة نقل حيوية وحضارية ستقلل من المعاناة وتسهم في تنقل سكان المحافظة الذين يقارب عددهم المئة ألف نسمة خاصة وأنه لا يوجد فيها مطار اقليمي مما يضطر معه المسافرون من أهالي الزلفي إلى التوجه عبر سياراتهم الخاصة إلى مطار الملك خالد بالرياض 260 كلم، أو مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز بالقصيم 150 كلم، لكن هذه السعادة استحالت تعاسة، وذلك الاستبشار أضحى خيبة أمل عندما تجاوز القطار هذه المحافظة الزراعية والصناعية فلم يعتمد فيها محطة للركاب أو حتى لنقل البضائع خاصة والزلفي تعتبر الأولى صناعيا من بين محافظات منطقة الرياض ويوجد فيها ما يقارب الثلاثين مصنعا منتجا، بعضها يصدر منتجاته إلى دول مجلس التعاون الخليجي ودول العالم مثل مصنع أسلاك اللحام ومصنع المعدات الزراعية لصناعة رشاشات المبيدات وغيرها إضافة إلى وجود مدينة صناعية جديدة ومتكاملة بالمحافظة، وهذا أمر مستغرب خاصة وأن من أبرز أهداف إنشاء القطار الإسهام في نقل المنتجات والبضائع بين مناطق المملكة وإلى موانئها، وكثيرا ما يتم تناقل الأخبار التي تفيد بأنه تم اعتماد محطة للركاب والنقل في محافظة الزلفي ولكن لم يصدر شيء رسمي من جهات الاختصاص يفيد بذلك، حتى أصبح الكثير لا يعبأ بتلك الأخبار بعد صدمتهم الأولى فيه خشية تكرار فرحة يبددها الواقع وانتظار آمال يحاكيها السراب. ثانيا: مبنى المحافظة قبل خمسة عشر عاما تقريبا اعتمد إنشاء مبان نموذجية لعدد من محافظات منطقة الرياض ومن بينها الزلفي، وجميعها تم تنفيذه ما عدا مبنى محافظة الزلفي لسبب بسيط – بل اسمحوا لي أن أقول تافه – يتلخص في معارضات وتدخلات بعض أهالي المحافظة في مسألة تحديد موقعه وكأن هذا الأمر يمثل شيئا ذو أهمية أو يؤثر في تحقيق شيء – إلا في أذهان أولئك هداهم الله – وهذا ما حرم المحافظة من مبنى يليق بها ويكون واجهة حضارية للإدارة الحكومية الأولى فيها، حيث أن المبنى الحالي متهالك تقادمت به السنين تطاله يد الترميم فترة بعد أخرى وربما يكون أقدم المباني الحكومية بالمحافظة، بل إن مساحة كبيرة منه قد تم إزالتها قبل سنوات قريبة لصالح مشروع توسعة طريق الملك فهد فزاد الأمر سوءا والمبنى تشويها ضاقت جنباته وضاعت جماليته. ولا شك لمعرفتي في سموكم الكريم بأنك لا ترضى إطلاقاً في التدخلات والمعارضة التي لا تفيد المحافظة وسكانها وهذا ما هو معهود عنك وأمال أهالي الزلفي معهودة بك لتحقيق هذا الصرح. ثالثا: طريق الزلفي – الغاط يسلك هذا الطريق الذي لا يتجاوز طوله 35 كلم، آلاف العابرين يوميا ما بين مسافرين عبر طريق الرياضالقصيم السريع وأهالي المحافظتين والطلاب والمزارعين وغيرهم وقبل أكثر من ثمان سنوات وبعد طول انتظار تم اعتماد تنفيذ ازدواجية الطريق بكامله وتناقل أهالي المحافظتين ذلك مستبشرين بوضع حد لمعاناة راح ضحيتها الكثير من الوفيات والإصابات، وفعلا تم البدء بتنفيذ المشروع من جهة الزلفي في أكثر من ثلث الطريق ثم توقف العمل فيه تماما دون معرفة الأسباب، ليستمر الطريق في حصد كثير من الأرواح البريئة – بأمر الله – ويخلف مزيدا من الأحزان والمآسي وكثيرا من الخوف والوجل لسالكيه ولأهاليهم من خلفهم خاصة من اضطر لذلك بشكل يومي ذهابا وإيابا من الموظفين والطلاب والطالبات من أهالي المحافظتين وسكان مركز مليح الواقع على ذات الطريق وأصحاب المزارع المنتشرة على جنباته وليقف بذلك حجر عثرة يحول دون تحقيق فوائد لا تعد لو استكمل الجزء المتبقي منه. يا صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر: تعلم – حفظك الله – مدى السعادة التي عمت أهالي محافظة الزلفي مجرد أن علموا بتشريفك محافظتهم خاصة وأنها الزيارة الأولى لك أميرا للمنطقة وهذا يعتبر بعدا تاريخيا يكسبها أهمية، لكنها ستكون تاريخية أكثر وراسخة حقا إن وفقك الله وحققت آمالهم وسعيت في تحقيق مصالحهم، وهذا هو العهد بك والمؤمل منك، والمواطنون في محافظة الزلفي وهم ينتظرون زيارتك الميمونة غدا ينتظرون – أيضا – ألا تغادرهم مكانا إلا وقد أسهمت مكانة في وضع حد لهذه المعضلات الثلاث: معاناة طال بها الزمن فحصدت الأرواح، ومعاناة طال لحلها الانتظار فأخمدت الأفراح، ومعاناة طالتها التدخلات فكم مشروع بسببها قد راح.