البروستات أو الموثة هي غدة صغيرة نسبيا يعادل حجمها وشكلها أيضا حجم وشكل حبة الجوز، وتقع هذه الغدة تحت المثانة البولية وتحيط بمجرى البول مثل الكعكة، وهي جزء من الجهاز التناسلي عند الرجال. وفي مرحلة التطور الجنيني، تكون غدة البروستات عبارة عن كتلة صغيرة جدا من الخلايا التي تأخذ بالنمو والتطور مع ارتفاع مستويات هرمون الذكورة (التيستوستيرون) بالجسم، وخلال فترة المراهقة، تكبر هذه الغدة بوتيرة عالية، وتضاعف حجمها حتى سن العشرين عاما، وعندما يصل الرجل إلى سن الأربعين عاما، تستأنف غدة البروستات النمو مجددا مع مايصاحب هذا النمو من اضطرابات بولية جنسية. وظيفة البروستات: تعتبر ظيفة البروستات غير معروفة على وجه التحديد ومازلنا نحتاج الى مزيد من الدراسات لمعرفة دورها الوظيفي بشكل واضح، ومع هذا فمن المعروف ان هذه الغدة تساهم بجزء بسيط في صنع السائل والأنزيمات التي تساعد في تكوين المني الضروري للخصوبة الذكرية. وتعتبر اضطرابات البروستات من اهم اسباب مراجعة طبيب المسالك البوليه عند الرجال. فهذا المرض الشائع الحدوث يقدر أن نصف الرجال يعاني من أعراضه في وقت ما من حياتهم. ولقد شاهدنا العديد من الرجال الذين تغيرت حياتهم وتبدلت احوالهم بسبب آلام مزمنة في الحوض يعتقد ان البروستات المصدر الرئيسي لها. وعند الحديث عن امراض البروستات دائما ما يبدأ التوجس والخوف من هذه المشكله والتفكير بعلاقة الاعراض البوليه المصاحبه والألم باورام البروستات. لذلك راينا ان نتطرق في هذه العياده الى مشاكل البروستات والاسئله المهمة التي تتكرر حولها. تصاب البروستات بثلاثة انواع اجمالا من الاضطرابات الصحية: التهاب البروستات، تضخم الغدة الحميد، والاورام السرطانية. ونستطيع القول: إن التهاب البروستات (Prostatitis) ينافس سرطان البروستات وتضخم البروستات الحميد (BPH) فيما يتعلق بنسب الحدوث والانتشار وعدد الاستشارات الطبية، وتقدر نسبة حدوثه في الولاياتالمتحدة من 5 إلى 8%. * التهاب البروستات: اول الامراض التي تصيب البروستات والتي سنفرد الحديث لها في هذا العدد هو التهاب البروستات. هذا المرض يصنف الى اربعة اقسام من حيث حدة الاصابه والمسبب وهي اجمالا تختلف عن تضخم البروستات الذي يصيب المسنين حيث ان التهابات البروستات تصيب الذكور في أي مرحلة من مراحل العمر بعد البلوغ. تمثل متلازمات التهاب البروستات مجموعة مرضية مشتركه وجمعت سوية في تصنيف واحد لأن لها جميعا أعراض وعلامات سريرية مرتبطة تتماثل فيما بينها. في السابق صنفت هذه الالتهابات إلى أربع فئات سريرية: الالتهاب البكتيري الحادAcute bacterial))، الالتهاب البكتيري المزمن Chronic bacterial))، الالتهاب الا بكتيري المزمن، واخيرا ألم البروستات المزمن Prostatodynia)) وهذا الاخير ربط موخرا مع متلازمة الام الحوض المزمن (CPPS). ويمكن الاستدلال على أي نوع منها بأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري مع عمل بعض التحاليل اللازمة والتي تفرق بين نوع وآخر. ويعتبر التهاب البروستات المزمن اللابكتيري أكثر هذه الأنواع شيوعا وتبرز أعراضه في آلام الحوض التي قد تكون على شاكلة ألم في الخصيتين، الم في العضو الذكري قد يؤدي الى مشاكل في الانتصاب ،ألم في منطقة العجان بين أسفل الخصيتين وفتحة الشرج، آلام أسفل الظهر أو أعلى المثانة. كما قد يصاحبه حرقان في التبول او حرقان اثناء اوبعد القذف كما قد يصاحبه حدوث قذف دموي، كذلك يعاني كثير من المصابين من ضعف في التبول وعدم الراحة عند الجلوس لفترات طويله على الأسطح غير اللينة. * ما هي الأسباب وراء التهاب البروستات المزمن الابكتيري..؟ مسببات التهاب البروستات غير المعروفة في 90 % من الحالات، والنسبة الباقية يكون سببها اصابة بكتيرية سابقة. ومن الأسباب التي يعتقد انها تؤدي للاصابه بهذا المرض: استعمال العادة السرية. عدم تنظيم المعاشرة الجنسية إذ لا بد من الاعتدال في ذلك دون الإفراط أو التفريط. الكبت الجنسي والتهيج المستمر. في بعض حالات العزل. المشروبات الكحولية. الإسراف في شرب القهوة والشاي والإكثار من التوابل والحوار. كما تنسب اعراض البروستات الى التوتر والقلق والحالة الاجتماعية. * طرق تشخيصية مختلفة لالتهاب البروستات : تشخيص التهاب البروستات البكتيري الحاد يتم بشكل مباشر وبسهولة في المعمل. ولكن من الناحية الأخرى، فإن التشخيص المعملي لالتهاب البروستات المزمن وألم البروستات (الاحتقان) يمثل تحديا خاصا ويعتمد بشكل عام على التاريخ المرضي والفحص السريري. * طرق العلاج: علاج التهابات البروستات بجميع أنواعه تم افراد العديد من الابحاث والدراسات الطبيه لها ومازال المجال خصب للمزيد من العلاجات المستقبلية التي تنبع اهميتها من عدم توفر دواء فعال ينهي المشكله . ويمكن تلخيص العلاجات الحاليه كالتالي: 1- العلاج الدوائي: تشكل المضادات الحيوية الركن الأساسي في العلاج على الرغم من أن نتائج الزراعة تكون غالبا سلبية. السبب لهذا الاستخدام غير الموثق للمضادات الحيوية عائدا إلى أن العديد من المرضى يستفيدون من ذلك. ويوجد خيارات أخرى مثل محصرات ألفا alpha- blockers والعلاج الهرموني مثل Finasteride والتي تستخدم لعلاج تضخم البروستاتة الحميد، فبالرغم من أن آلية تأثيرها ما زالت غير واضحة، إلا أنها قد أفادت في تحسين حالات بعض المرضى. كما قد تستخدم ادوية مضادات الالتهاب والتي اوضحت العديد من الدراسات الحالية اهميتها في السيطره على المرض. 2 - العلاج العشبي: ومن اهم مايذكر هنا هو السيرنيلتون (Cernilton) وااذي بينت الدراسات التجريبيه له فعاليه مطلقه في الحد من التهاب البروستات كما جاء في دراسة الدكتور ويدنر وزملائه بعد علاج استمر 12 اسبوعا. 3 - تدليك البروستات المتكرر، كان يعتبر العلاج التقليدي وتم وقفه بعد عام 1968، الا انه أصبح يستخدم ثانية، والسبب في ذلك جزئيا بسبب عجز العلاج الطبي التقليدي على تحسين أعراض أكثر المرضى، ولكن أيضا بسبب الاعتقاد بأن تلك العدوى الجرثومية المزمنة توجد في غدة البروستات في قنوات مسدودة على هيئة خراجات صغيرة جدا. إن الجمع بين تدليك البروستات والمضادات الحيوية للمعالجة في الحالات المقاومة والصعبة ربما يساعد، ولكن فعاليته النهائية لم تثبت بواسطة الدراسات الطبية. 4- العلاج الحراري باستخدام موجات الميكرويف والعلاج بالأبر الصينية واخيرا العلاج بالموجات التصادميه في منطقة العجان أفاد أيضا في تحسين حالات بعض المرضى. كما يجب ملاحظة ما يأتي عند العلاج: * عدم تعاطي المشروبات الكحولية. * تنظيم أوقات المعاشرة الجنسية وعدم الإسراف فيها (لأن من يرهق نفسه جنسياً مبكراً يشيخ جنسياً مبكراً). * معالجة الإمساك إن وجد. * الابتعاد عن التوابل والحوار. * الإقلاع عن العادة السرية. * الابتعاد عن المثيرات الجنسية. في خاتمة هذا الحديث تجدر الإشارة إلى قلق الكثير من المصابين بهذه المتلازمة من حدوث عواقب على المدى البعيد لهذا المرض. وهنا أحب التأكيد أن الدراسات مازالت مستمرة في هذا المجال ولم يثبت إلى وقتنا هذا أن التهاب البروستات المزمن غير البكتيري يؤدي إلى حدوث سرطان البروستات أو يقلل من فرص الإنجاب عند الرجال. تعتبر اضطرابات البروستات من أهم أسباب مراجعة طبيب المسالك البولية عند الرجال