قبل أيام خرج وبشكل مفاجئ رئيس نادي القادسية وعضو الاتحاد السعودي السابق جاسم ياقوت في حوار فضائي كان من المفترض أن يكون حديثاً عن ذكرياته كما يقول هو، ولكن هناك من أراده غير ذلك حينما افتعل قضية من لا شيء وأشغل بها الرأي العام وتحديداً في ما يخص انتقال ياسر القحطاني من القادسية إلى الهلال، ولم يكتفِ بعض الغوغائيين من مدمني ثقافة الضجيج بالكذب وتزييف الوقائع مستغلين عدم ذكر الوقائع كاملة وبالتفصيل من جاسم ياقوت بل ذهبوا لأبعد من ذلك باتهامهم لسلطان الرياضة السعودية ظلماً وبهتاناً، والغريب أن الياقوت نفسه ظهر بعد أقل من 24 ساعة ووضح القصة الكاملة وكشف كذبهم، ومع ذلك لم يعتذروا ولم يتراجعوا عن اتهاماتهم، والأغرب أن معظم من اتهم وهاجم كانوا ممن عايشوا قصة انتقال ياسر بتفاصيلها وهم أكثر من يعرف أن كلمة الفصل في انتقاله كانت رغبته الشخصية وهي من حددت الفريق الذي انتقل له. وعلى الرغم من أن هذه الحقائق كشفتهم وعرت فكرهم خلال يومين فقط إلا أن هناك أموراً من المهم ذكرها ليعرف القارئ بأن النزاهة لم تكن قضيتهم يوما ما، وأن ردحهم وصياحهم يأتي وفق مصالحهم وأين تكون، فالموقف الذي ينتقدونه اليوم لمصلحة ما، سيمتدحونه في يوم آخر لمصلحة أخرى أيضاً. وليكن الأمر أكثر وضوحاً سأسأل وأترك الإجابة لكم: لماذا لم يناقش الإعلام الذي شكك في عملية انتقال ياسر للهلال أشياء أهم مثل أموال الصفقة ؟ وأين ذهبت ؟ أليس ذلك عملاً صحفياً مثيراً ؟ ولماذا لم يناقشوا المبلغ الهائل الذي عرض عليه من نادٍ منافس كما يدعون ويبحثون وراءه ووراء الصفقات الكثيرة التي تلت تلك الصفقة في ذلك النادي ومن هم سماسرة تلك الصفقات، ومن هم أيضاً وكلاء اللاعبين الذين ورطوا النادي حتى اليوم بمبالغ فلكية؟ أما أن مصالحهم تقتضي السكوت وإنزال رؤوسهم في الأرض. هؤلاء قلة من المرتزقة يقتاتون على الأكاذيب وتزييف الحقائق حتى ولو استدعى الأمر إقصاء المهنية وتباين الموقف والاتجاه والرأي من قضية إلى أخرى وفق ما تقتضيه مصالحهم أو ما يمليه عليهم مسيريهم وأرباب نعمتهم، والجميل أنهم باتوا مكشوفين وتستطيع تمييزهم من صراخهم وتضامنهم مع بعضهم في كل موقف، ولتعرف دونيتهم أكثر تذكروا هجومهم غير النبيل على الزميل وليد الفراج وإجحافه ووقوفهم مع شخص غير سعودي ضده بحجة مهترئة "نقده للرموز"، ثم يأتون بكل غباء بعد حوار ياقوت ليهاجموا رمزاً سعودياً مثل سلطان بن فهد الذي قدم الكثير للرياضة السعودية وغادرها بنبل وبشرف وبحب، فماذا يمكن أن نسمي ذلك سوى انفصام أو عته. ثانية "يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً.. والقزم عملاقاً.. والخفاش نسراً والظلمات نوراً .. لكن أمام الحمقى والسذج فقط"