بدأ الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس رسميا ولايته ليكون الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة، واطلق ترامب برفقة زوجته ميلانيا مراسم يوم تنصيبه عبر توجهه الى كنيسة يوحنا قرب البيت الابيض في واشنطن قبل ان يتناولا الشاي مع الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما وزوجته. وغادر اوباما صباح أمس المكتب البيضاوي للمرة الاخيرة قبل ان يتجه لاستقبال الرئيس المنتخب وزوجته ميلانيا في البيت الابيض. ودخل اوباما البيت الابيض حيث يعمل الرؤساء الاميركيون حاملا رسالة للرئيس الذي سيخلفه ووضعها على المكتب الذي يستخدمه الرؤساء المتعاقبون ويعود للقرن التاسع عشر. وغرد ترامب الجمعة قائلا ان "كل شيء يبدأ اليوم،" قبيل انطلاق حفل تنصيبه . وكتب رجل الاعمال الثري على منصته المفضلة تويتر "كل شيء يبدأ اليوم! سأراكم عند الساعة 1100 صباحا لاداء القسم. الحراك يستمر - العمل يبدأ!" وبعد حملة استمرت 17 شهرا ومرحلة انتقالية استغرقت شهرين ونصف الشهر، بدأت اعتبارا من أمس ممارسة السلطة لاربع سنوات من قبل الرجل الذي وعد بان "يعيد الى اميركا عظمتها" ويثير اسلوبه وتصريحاته انقساما. وتعهد دونالد ترامب الخميس بان يعيد "جمع بلدنا". وتعهد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بتعزيز العلاقات بين واشنطن وطوكيو، وذلك قبيل تولي ترامب مهامه. وقال آبي "حتى الآن وحاليا واعتبارا من الآن، يبقى التحالف اساس الدبلوماسية والسياسة الامنية لليابان. انه مبدأ ثابت". واضاف "ساتوجه في اقرب وقت ممكن الى الولاياتالمتحدة لتعزيز هذا التحالف مع الرئيس الجديد دونالد ترامب". واعلن فريق ترامب انه سيوقع مطلع الاسبوع المقبل سلسلة مراسيم تهدف الى تفكيك حصيلة اداء سلفه الديموقراطي (المناخ والهجرة...) وفرض سياسته. وقد يوقع عددا من هذه المراسيم اعتبارا من الجمعة. وتبدو المهمة شاقة لمقدم برنامج تلفزيون الواقع السابق ومؤلف كتاب "فن ابرام الصفقات" الذي وعد بصيغة تثير ارتياح انصاره واستياء معارضيه، وبانه سيكون "اكبر منشىء للوظائف". وكان تشكيل ادارته عملية شاقة اذ ان فوزه فاجأ الجمهوريين. ومن العمل اليومي في البيت الابيض الى التعامل مع الهيئات الاخرى، قد تشهد الاسابيع الاولى من حكم ترامب حالة من الفوضى. ولم يحدث منذ اربعين عاما ان تولى رئيس اميركي السلطة بينما شعبيته في هذا المستوى المنخفض. الا ان ايفانكا ترامب دعت معارضي الرئيس المنتخب الى "اعطاء فرصة" لوالدها مع اعترافها بانها تنصحه في بعض الاحيان بالكف عن كتابة تغريدات على تويتر. وردا على سؤال لشبكة "ايه بي سي" التلفزيونية اعترفت الابنة المفضلة للرئيس التي تبلغ من العمر 35 عاما بان "البلاد منقسمة جدا". لكنها اضافت "رأيت طوال عمري ان والدي رجل قادر على التوحيد بشكل لا يصدق. لذلك اقول لكل معارضيه +اعطوه الوقت، دعوه يبدأ مهامه، دعوه يثبت انكم مخطئون". من جهة اخرى، تفيد دراسة لمركز بيو للابحاث نشرت الخميس ان 86 بالمئة من الاميركيين يرون ان البلاد تشهد انقساما اكبر من الماضي. وكانت هذه النسبة تبلغ 46 بالمئة عند تولي اوباما الرئاسة. وقال السناتور الجمهوري جون ماكين احد المعارضين النادرين في الحزب الجمهوري "يبدو انه سيحارب كل طواحين الهواء بدلا من التركيز على مهام اهم منصب في العالم". والنتيجة هي ان المعارضة الديموقراطية تعد العدة وقاطع الحفل عشرات من برلمانييها. على الساحة الدولية، وجه ترامب سهامه الى الصين وحلف شمال الاطلسي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.